دخلت سوهاج عصر الصناعة بانشاء أكبر مصانع تجفيف البصل في مصر منذ أكثر من نصف قرن وبالتحديد عام1960 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقد اختيرت سوهاج لإنشاء هذا المصنع علي مساحة17 فدانا وذلك لشهرتها في زراعة البصل في ذلك الوقت وكان ينتج من250 الي300 طن بصل مجفف شهريا ويستخرج من قشر البصل زيت البصل التي كانت تبلغ قيمة مبيعاته الذي تصدر للخارج بحوالي6 ملايين دولار سنويا.. إلا أنه مع مروور الوقت جار الزمن علي هذا المصنع وتم بيعه وباقي مصانع شركة النصر لتجفيف المنتجات الزراعية علي مستوي الجمهورية لأحد المستثمرين وتوقف العمل به نهائيا منذ حوالي عامين ونصف العام, الأمر الذي أنعكس علي العاملين بالمصنع وأبناء المحافظة بصورة سلبية. هذا ماكشفت عنه مذكرة تقدمت بها اللجنة النقابية للعاملين بمصنع بصل سوهاج للسيد محسن النعماني محافظ سوهاج حصلت الأهرام علي نسخة منها جاء في مقدمتها نحن عمال مصنع بصل سوهاج نضع المصنع أمانة بين أيديكم بعد ظهور نية المستثمر وقف تشغيل المصنع وضياع حقوق العمال. وأكدت اللجنة النقابية أن المصنع توقف عن العمل نهائيا من نهاية موسم2008, أي منذ حوالي عامين ونصف عام الأمر الذي ترتب عليه عدم تعيين عمالة( صف ثان) بدلا من المحالين الي المعاش وتصفية العمالة الموسمية والعقود وإلغاء تقشير البصل في المصنع وحرمان أكثر من40 قرية سوهاجية كان يعمل أبناؤها في المصنع(2700 شاب وفتاة) وإلغاء التعاقد مع موردي البصل من محافظتي سوهاج وأسيوط والاعتماد علي تجار البصل من الفيوم ليس هذا فقط بل والتضييق علي العاملين الدائمين المتواجدين حاليا بالعمل مثل وقف صرف العلاج للمرضي وعدم صرف أجور الأطباء المتعاقدين معهم وإلغاء كل المزايا التي كفلها لهم قانون العمل وعدم صرف الوجبة الغذائية كاملة. وناشدت اللجنة النقابية في نهاية مذكرتها محافظ سوهاج انقاذ المصنع من الضياع, والسؤال.. هل تنجح مساعي محافظ سوهاج في إنقاذ أول مصنع يقام بالمحافظة من الضياع وانصاف وحماية حقوق العاملين به؟. نأمل ذلك والأيام القادمة ستجيب عن هذا السؤال!