تم خلال هذا الأسبوع عرض أول فيلم تركي طويل بمصر في عرض خاص وهو وادي الذئاب في فلسطين, فبعد نجاح سلسلة مسلسل وادي الذئاب بالتلفزيون ولاقت الفكرة نجاحا جماهيريا واسعا حيث أنها تجسد الأوضاع في مناطق العالم الساخنة. يعد فيلم وادي الذئاب في فلسطين فيلما يحكي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة ومايتبعه من أحداث مؤسفة تجاه هذا الشعب الأعزل. إنتاج الفيلم من راجي وأخرجه دربارو والبطل هومزاجي وكلهم ينتمون إلي أسرة واحدة وهي ششمز, تكلف الفيلم 20مليون دولار وهو أعلي تكلفة في تاريخ السينما التركية حتي الآن لقد لافي صعوبات كثيرة من قبل الحكومة التركية نظرا لتكاتفه مع القضية الفلسطينية, وتوقف تصويره عدة مرات, كما لاقي تهديدات إسرائيلية لأنه يظهر وحشيتهم خاصة أن كانت هناك تجربة في مسلسل تركي أغضب الحكومة الإسرائيلية في مسلسل تليفزيوني ذئاب الوادي بمجرد أن شخص قتل وسالت دماؤه علي العلم الإسرائيلي, رغم أن المسلسل كان يجسد الحياة في تركيا نفسها بما فيها من سلبيات. جاءت فكرة الفيلم عند احتجاز السفينة القادمة إلي غزة لمد الفلسطينيين بمساعدات ولكن أعترضتها إسرائيل وقتل عدد كبير من مختلف البلاد الموجودة عليها منهم9 أتراك وتوترت أيامها العلاقات السياسية بين البلدين. أخذ المخرج هذا الموقف وبدأ به الفيلم حيث تخلف ثلاثة رجال من الأتراك القناصة عن السفينة ودخلوا فلسطين وذهلوا من التعذيب الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني رجالا ونساء وأطفالا, فجاءت جميع المشاهد صورة حية لما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية حاول الأتراك الثلاثة الاندماج داخل أسرة فلسطينية مجاهدة واشتركوا معهم في عدة عمليات عسكرية ضد القوة الإسرائيلية رغم جبروت السلطات في هدم منازلهم وفرض حظر التجول في الشوارع والتفنن في وسائل تعذيبهم, وقد اصطدموا برجل القوة الإسرائيلية الأول وهو موشيه وفي أحد المرات قاموا بفقع عينه, واستمرت المصادمات طوال الفيلم بينه وبين المجاهدين والأتراك, كما كانت هناك فتاة أمريكية يهودية وصلت إلي فلسطين بالمصادفة ولكن لم تمنعها جنسيتها بإنقاذها من السجن, لأن الأسرة الفلسطينية قامت بإيوائها نظرا أنها يهودية وليست إسرئيلية, شعرت هذه السيدة بفرق المعاملة بين أبناء الشعب الفلسطيني ولها وبين الإسرائيليين, مما جعلها تندمج مع الأسرة الفلسطينية لإنها تفهمت قضيتهم وشعرت بالظلم الواقع عليهم. الأحداث كلها تدور حول محاولة ايقاف ظلم القوة الإسرائيلية عن طريق الأتراك والمجاهدين حتي وصل الفيلم لنهايته التي أراحت الجميع بقتل موشيه ومدير السجن الإسرائيلي, وانقاذ السيدة الأمريكية من القتل وبالتأكيد استمرار كفاح الشعب الفلسطيني. رغم أن الفيلم مدته مايقرب من ساعتين وأحداثه كلها تتمثل في التعذيب والقتل والتفجيرات إلا أنه مشوق لأنه صور الأحداث من قلب إسرائيل. جاءت الحوارات معبرة خاصة الحوار الذي دار بين السيدة اليهودية الأمريكية ومدير السجن الإسرائيلي والتي تبرأت فيه من الأعمال الإجرامية لأنها لاتمثل الديانة اليهودية, وكذلك الحوار بين الطفل الفلسطيني العاجز الذي أصيب بالشلل جراء هجوم بالنار علي منزله وبين موشيه رجل التعذيب الأول في القوة الإسرائيلية, حيث انتهي المشهد بهدم منزله وهو بداخله, كذلك حوار الأتراك مع مدير السجن الإسرائيلي الذي يحاول أن يقنع نفسه والعالم كله أن فلسطين هي أرض الميعاد وهذا بالطبع غير موجود في أي مواثيق, وهو حلمهم فقط في إقامة دولة إسرائيلية من النيل إلي الفرات, كما جاء موشيه صورة طبق الأصل لموشي ديان الذي فقعت عينه من الفلسطينيين. يعد الفيلم محاولة لجس النبض لادخال الأفلام التركية إلي مصر, خاصة بعد نجاح المسلسلات التركية في مصر والاقبال عليها أكثر من غيرها.