أتعاطف تماما مع نسبة لا يستهان بها من شباب اليوم الذين يشعر بعضهم أن الفرص باتت محدودة أمامهم وأن مصاعب الحياة زادت تعقيدا, وأن الدنيا لم تعد هي الدنيا التي يسمعون عنها من الآباء والأجداد. ولكنني في ذات الوقت أرفض استسلامهم لرياح اليأس والإحباط في هذه السن المبكرة التي هي سن الأمل والطموح وسن الثقة بالنفس وعدم الاستسلام للمصاعب. وليس من باب التهوين لحجم المصاعب أن أقول لهم: إن زمنهم أفضل بكثير من زمن الآباء والأجداد وأن فرصتهم في النجاح وتحقيق الطموح أوسع من فرص من سبقوهم بعد أن تيسرت سبل الحياة وتطورت وسائل التعليم وارتفعت مستويات المعيشة مع إدراكي الكامل بأن ذلك يمثل وجها واحدا من وجوه الحقيقة في عصر تتزايد فيه التحديات بمثل ما تتزايد الطموحات. إن علي شباب اليوم أن يؤمن بأن النجاح غير مستحيل بشرط أن يحسن اختيار الهدف ثم يواصل العمل بلا كلل ولا ملل لكي يوظف طاقاته وقدراته أحسن توظيف.. وساعتها سوف يكون النجاح حليفه! إن العمل والعمل وحده هو الطريق الوحيد المضمون لبلوغ النجاح مع الشعور باحترام النفس والذات.. ولكن بشرط أن يتجنب المرء التحليق في سماوات الوهم من أجل بلوغ غايات وأهداف ليس مؤهلا لها. 'افعل ما تفعل واقبل علي عملك بكل قلبك وكافح بجسدك وعقلك معا من أجل أن تصل إلي هدفك وحينما تصل إلي الهدف المنشود يمكنك أن تتباطأ في السير وأن تستكشف الطريق المتقاطع مع طريقك وأن تمتع عينيك بالمنظر... ولكن إياك أن تستكشف أو أن تتباطأ قبل أن تؤدي المهمة'. والعبارة الأخيرة ليست من عندي ولكنها كلمات خالدة للمفكر والفيلسوف الفرنسي الشهير' أندريه موروا' قالها منذ سنوات بعيدة! *** خير الكلام: ** من يحمل طفولته في قلبه لن تعرف الشيخوخة طريقها إليه! مرسي عطا الله [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله