هو الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات الذي اشتهر بمناظراته المتميزة حتي لقب بشيخ المناظرين المعاصرين. وكما يروي الدكتور ناصر محمود وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة قناة السويس فقد ولد الشيخ ديدات في22 من رمضان1336 ه/ الموافق الأول من يوليو1918 م في مقاطعة سورات الهندية, وانتقل إلي جنوب إفريقيا عام1927 م.. ورغم أنه لم يكن يعرف اللغة الإنجليزية, إلا أنه تعلمها في ستة أشهر وتفوق في دراسته, غير أن الظروف المادية السيئة التي كانت تعاني منها أسرته اضطرت والده إلي إخراجه من المدرسة في بداية المرحلة الثانوية. وذهب ديدات بعد ترك المدرسة إلي العمل في محل بإحدي المناطق الريفية, حيث بدأت رحلته الدعوية.. وكان يتردد عليه في المحل طلاب مدرسة تبشيرية, ليعرضوا عليه تعاليم المسيحية.. ولأنه كان لا يكاد يعرف عن الإسلام سوي الشهادة, وجد صعوبة في الدفاع عن عقيدته.. ثم ما لبث بعدها أن وجد كتابا يحتوي علي حوار بين إمام مسلم وقس مسيحي, وكان هذا أول كتاب بين عدة كتب قرأها فيما بعد حول هذا الموضوع.كانت أولي محاضرات الشيخ ديدات بعنوان محمد صلي الله عليه وسلم رسول السلام في عام1940 م نجحت قوة حجته في إعادة مرتدين كثيرين كانوا قد تخلوا عن عقيدتهم إلي الإسلام. وفي عام1957 أسس ديدات المركز العالمي للدعوة الإسلامية بمساعدة اثنين من أصدقائه, وقد تولي هذا المركز طبع مجموعة متنوعة من الكتب, ونظم العديد من الدروس الدينية للمسلمين الجدد. أما عن مناظراته ومؤلفاته, فقد قام ديدات بتأليف ما يزيد علي عشرين كتابا, وطبع ملايين النسخ منها, لتوزيعها بالمجان, بخلاف المناظرات التي طبع بعضها, وقام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم.. ولهذه المجهودات الضخمة منح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام1986, وأعطي درجة أستاذ فانطلق الشيخ ديدات ليلقي محاضراته في جميع أنحاء العالم.. ونجح في مواجهة مسيحيين إنجيليين في مناظرات عامة.. ومن أشهر مناظراته مناظرة هل صلب المسيح؟ التي ناظر فيها بنجاح الأسقف جوسيه ماكدوبل في ديربان عام..1981 كما اشتهر الداعية الراحل في الولاياتالمتحدة بمناظرته مع القس جيمي سواجارت حول موضوع هل الكتاب المقدس كلام الله؟.. توفي الشيخ ديدات يوم الاثنين الثامن من أغسطس2005 م, عن عمر يناهز سبعة وثمانين عاما, بمنزله بجنوب إفريقيا.