لم يقتصر تأثير انتفاضة الشعب التونسي علي الشعوب العربية فقط بل امتد للخطاب السياسي الغربي, فقد صرح رئيس وزراء ألبانيا صالح بريشا أمس بأن بلاده لن تشهد انتفاضة مشابهة لما حدث في تونس. وذلك عقب مقتل ثلاثة محتجين في اشتباكات مع الشرطة أمس الأول. يذكر أن ألبانيا تعد من أفقر الدول في أوروبا. وشبه بريشا خصومه السياسيين بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي, وقال إنهم يسعون للإطاحة بحكومته باستخدام العنف, وأضاف ليس بمقدور أحد في هذا البلد السيطرة علي السلطة باستخدام وسائل عنيفة. وحذر بريشا الشعب الألباني من سيناريوهات تونسية يحملها البعض في ألبانيا, مضيفا لا توجد قوة في العالم قادرة علي التلاعب بالإرادة الحرة لشعب ألبانيا. واستبعد بريشا فرض حالة الطوارئ, وشدد علي أنه لن يتم التسامح مع المزيد من العنف. ومن جانبه, انتقد إيدي راما زعيم الحزب الاشتراكي المعارض أمس تعامل الشرطة مع الموقف, قائلا إنها تصرفت بأسلوب غير مهني, وإن الحشود تعرضت لاستفزازات. جاءت هذه المناوشات الكلامية بين رئيس الوزراء وزعيم المعارضة بعدما تصدت قوات شرطة مكافحة الشغل لآلاف من الأشخاص خرجوا في مظاهرات بالعاصمة تيرانا حيث احتشد نحو20 ألف شخص خارج مقر الحكومة داعين الحكومة المحافظة إلي تقديم استقالتها. واستخدم المحتجون الحجارة والعصي والمظلات لرشق قوات الشرطة ومكتب رئيس الحكومة, بينما استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه والقنابل الصوتية. وتفرق المحتجون بعد ثلاث ساعات من الاشتباكات بعد مناشدات من بامير توبي رئيس ألبانيا, وراما زعيم الحزب الاشتراكي المعارض طالبا فيها المحتجين بمغادرة المكان. وأسفرت مواجهات أمس الأول عن مقتل3 متظاهرين وإصابة أكثر من30 آخرين, إضافة إلي جرح17 من الشرطة. يذكر أنه من المتوقع أن تشهد ألبانيا موعد الانتخابات العامة المقبلة في عام2013. لكن التوتر السياسي تزايد الأسبوع الماضي بعد استقالة ايلير ميتا, نائب رئيس الوزراء, عقب اتهامه بالفساد. وتطالب المعارضة بإجراء انتخابات عامة بعدما رفضت نتيجة الانتخابات التي جرت في عام2009 وحصل فيها الحزب الديمقراطي- الذي ينتمي إليه بريشا- علي أغلبية بسيطة. وتتهم المعارضة الاشتراكية الحكومة بالفساد واستغلال السلطة وتزوير الانتخابات الأخيرة. في هذه الأثناء, دعا عدد من كبار الدبلوماسيين المنتمين لقوي كبري دولية بضرورة عودة ألبانيا. وقد أصابت الاشتباكات التي وقعت في ألبانيا الرأي العام الدولي بصدمة, خاصة في بروكسل حيث أن ألبانيا عضو في حلف شمال الأطلنطي( الناتو) وتحاول الحصول علي عضوية الاتحاد الاوروبي.