عندما تشتد الأزمات وتتوالي الأحداث يظهر ما في الصدور, فمع وقوع أحداث جريمة الاسكندرية الارهابية تباينت ردود الأفعال ولكنها تعدت الخطوط الحمراء.. وبدأت تمس السيادة المصرية والتشكيك في قدرة المصريين علي تخطي الأزمة وحماية أنفسهم وليس حماية الأقباط فقط, الأمر الذي جعلنا نطرح هذا السؤال بشكل مباشر وصريح: هل الأقباط في مصر يحتاجون إلي حماية خارجية؟! يؤكد نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان أن الاقباط لايحتاجون إلي حماية خارجية وعلي الدولة أن تسد الثغرات التي من الممكن تنفذ منها أصابع التدخل الأجنبي. وأضاف إن الدولة عليها أن تصدر قوانين لإعلاء هيبتها وتفعل فيها مبادئ المواطنة ورفض جميع أشكال التمييز, بالإضافة إلي مكافحة العنف الطائفي وإعطاء حق الاعتقاد ومنع إزدراء الأديان. وأوضح أنه لابد أن تستكمل الدولة جهودها في الوقوف أمام ثقافة التشدد.. والسعي لترسيخ قبول الآخر وإعلاء قيم المودة والمحبة والإخاء وترسيخ هذه الثقافة في المناهج التعليمية, بالإضافة إلي إشعار الأقباط بأنهم جزء من الحضارة المصرية. وطالب جبرائيل بأن يفتح قسم بكلية الآداب يختص بدراسة اللغة القبطية القديمة ليست كدين ولكن كثقافة وآداب. ورفض بشدة تصريحات التدخل في السيادة سواء تلك الصادرة من بابا الفاتيكان أو الاتحاد الأوروبي. مؤكدا أن الدولة قادرة من خلال مؤسساتها علي التصدي لمثل هذه الدعاوي. وشدد المفكر القبطي جمال أسعد علي أن الحماية لعبة استعمارية قديمة منذ الحملة الفرنسية وانتهاء بالمخططات الصهيونية والأمريكية في المنطقة.. مرورا بالاحتلال الانجليزي.. وكلهم يلعبون بفكرة الأقليات في المنطقة. وأوضح أن الدلائل تشير دائما الي تفاقم مشاكل الأقباط.. في ظل التدخل الذي يثير حفيظة الدولة.. وبالتالي فمشاكل الأقباط تحل من الداخل المصري ومن خلال المصريين جميعا, مسلمين ومسيحيين, وشن هجوما علي من يقف في صف هذه الدعاوي قائلا: علي طوال التاريخ دائما ما توجد قلة شاردة عميلة للاستعمار تنفذ أجندته وتتقاضي علي هذا الدور.. ولكن يبقي الأقباط مصريين وطنيين. وأكد أن تصريحات الفاتيكان مرفوضة واننا لانقبل بحملات صليبية مرة أخري علي الشرق. وأضاف أن أي تدخل من بابا الفاتيكان هو تعقيد حقيقي ويخلق فتنة حقيقية.. ويعد إساءة لجميع الأقباط لأن الاستقواء بالخارج ضد تاريخهم الوطني. أما د. نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشوري فأكد أن المسلمين يحمون الأقباط.. والأقباط يحمون المسلمين. وأنهم نسيج واحد. وأشارإلي أن ما يحدث المقصود منه تمرير أجندة لضرب استقرار مصر.. وأخري تستهدف التدخل الأجنبي. وتساءل أين هذه التصريحات تجاه أقباط العراق.. وأقباط غزة الذين يتعرضون لمذابح الصهيونية. موضحا انه يجب التصدي للأصوات الطائفية من الطرفين لأن الانترنت ملئ بهذه الأصوات التي ترسخ الطائفية وتشحن المشاعر السلبية. وأوضح أن أي مشكلة يمكن حلها داخليا بتكاتف جميع الجهود وتشابك الأيادي دون أي تفرقة, وأوضح أن الحل للكثير من الملفات موجود علي أجندة الحزب قبل هذه الأحداث, مشيرا إلي أن هناك لجنة تم تشكيلها برئاسة المستشار عمر الشريف نائب وزير العدل لشئون التشريع لحل مشكل قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين, واجتمعت اللجنة مع الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت واتفقوا علي132 مادة كلها من أحكام الانجيل. وأضاف أنه يتوقع أن تحل مشكلة بناء الكنائس, ولا داعي للمزايدات التي تهدف إلي زرع الفتنة والتحدث بلغة مغرضة وهابطة تأكل الجميع.. وأكرر يجب التصدي للغة التي تتعرض لها مصر علي الانترنت. وشن بباوي هجوما علي بعض الكيانات الحقوقية واتهمها بأنها لاتهدف إلي مصلحة مصر لأنها تحمل أجندات خارجية وليس أجندة وطنية وتتقاضي المقابل علي ذلك.
