في الحياة الكثير من الأحداث المحزنة تمر علي الإنسان.. وكل حدث يترك علامة قد تنسي مع الوقت وقد تظل محفورة.. كما يحدث مع المرأة وما يمس أنوثتها, فغالبا الحدث لا ينسي.. فيلم678تأليف محمد دياب, في أولي تجاربه الإخراجية.. تدور أحداثه عن التحرش الجنسي وهو بالنسبة للمرأة حدثا يحفر في ذاكرتها فهو ليس حدث عارضا.. احداث الفيلم تسرد من خلال فايزة بشري وصبا نيللي كريم ونيللي ناهد السباعي ثلاث شخصيات كل منهن يحدث لها تحرش بطريقة مختلفة.. فايزة يتم التحرش بها في خط أتوبيس678 والذي تركبه مضطرة للذهاب لعملها وصبا يتم التحرش بها احتفالا بفوز المنتخب في الكورة فالاحتفال بالفوز تكون فرصة التحرش كبيرة.. أما نيللي فقد تحرش بها سائق سيارة نصف نقل أمام منزلها.. وكيفية تعامل عائلتها معها الأم أستاذة في الجامعة وعائلة خطيبها.. الفيلم يتطرق إلي منطقة محظورة.. إلا أنه عندما عرضها من خلال شخصية فايزة أظهرها منذ البداية شخصية غير طبيعية فلم نرها مرحة قبل التحرش عكس شخصية صبا نيللي.. ففايزة في المطلق لم تكن شخصية سوية وهو ما أضعف الدراما فلم نتعاطف معها كما تعاطفنا مع صبا نيللي رغم أن كل شخصية منهن قررت التعامل مع المشكلة بطريقتها.. فهذه تجرح والثانية تعطي دروسا في كيفية المواجهة والثالثة لجأت للقانون.. إلا أننا في النهاية أمام فيلم تطرق إلي مناطق مسكوت عنها.. ولكن محمد دياب في عرضها كمخرج لم يعمق مناطق كان يجب تعميقها مثل مشاهد صبا بعد التحرش.. فكان يجب عرض مشاعرها أكثر.. كما أن الايقاع في مناطق من الأحداث كان يجب تسريعه قليلا خصوصا في مشاهد نيللي.. التمثيل: بشري في شخصية فايزة الزوجة المعقدة التي تضطر أن تنفق مصاريف أولادها علي التاكسيات في سبيل عدم تعرضها للتحرش في المواصلات العامة أدت الدور بتفهم كامل فقد كانت في قمة ادائها منذ ظهورها حتي في المشاهد الصامتة كان ادائها علي مستوي الدراما ومشاهدها مع نيللي كريم كانت مباراة في الأداء. نيللي كريم في شخصية صبا الفنانة التي كانت صدمتها في زوجها تعادل صدمة التحرش فكانت شخصيه مركبة فهي تعرضت للتحرش مرة واحدة لكنها قررت أن تعطي دروسا في كيفية مواجهة التحرش فهي شخصية أصبحت وحيدة ولكنها فعالة في المجتمع ولكنها أصبحت محرضة لفايزة رغم أنها كانت رافضة ما تفعله فايزة في البداية لكنها تفاعلت معها.. أصبحت نيللي من نجوم جيلها فهي في كل عمل تأتي بمفاجأة في الشخصية التي تؤديها فهي صبا بكل جوارحها وانكسارتها.. وخصوصا في مشهد المواجهة مع فايزة في المسرح ناهد السباعي في شخصية نيللي الفتاة التي تعرضت للتحرش وقررت اللجوء للقانون لأخذ حقها من المغتصب فهي المتمردة علي الأوضاع السائدة من خلال الصمت إلا أنها ترفض هذا الصمت بعد أن لمعت في فيلم شهرزاد تظهر هنا في شخصية جديدة.. ماجد الكدواني في شخصية الضابط الذكي الذي يتعامل مع القضايا التي تعرض عليه ويحقق فيها بتفهم لنوعية الشخصية ومبرراتها فعلي أساسها يصدر حكمه ماجد الكدوني أيضا يفاجئنا بكل شخصية يؤديها فهو صاحب الكباريه في كباريه وهو صاحب في فيلم الفرح وهنا في فيلم678 هو الضابط المتزوج الذي يقرأ الأحداث.. نجم جديد كبير. التصوير: أحمد جبر الفيلم يكاد تدور أحداثه المهمة في الشارع وهي مناطق صعبة بالنسبة لمدير التصوير إلا أن أحمد جبر استطاع أن يجعلنا ندخل إلي الحدث بطبيعته سواء في التصوير داخل الأتوبيس نهارا وليلا أو من خلال ظل الشمس بالنهار لمشهد ضرب فايزة للمتحرش بها من خلال الظل كما أن المشاهد الداخلية في القاء النكت أو المواجهة بين الثلاثة علي السلم لفايزة وبجوار الكواليس لصبا ونيللي كانت الاضاءة طبيعية بالنسبة للحوار.. المونتاج: عمرو صلاح الايقاع كما كتبه المخرج التزم به عمرو ولكنه داخل المشهد الواحد استطاع أن يجعل الايقاع مواكبا للحدث فكان في خدمة دراما المشهد. الموسيقي: هاني عادل استطاع من خلال عزفه لآلة واحدة أن يدخل الحدث نفسه فكانت الموسيقي في خدمة الدراما وحتي حينما يكون التوزيع كاملا لكل الآلات تكون الموسيقي مكملة للصورة. الإخراج: محمد دياب استطاع عمل فيلم أول جريء باستثناء عدم تركيزه علي التفاصيل المهمة في حياة الثلاثة ولكنه في اختياره لخطيب نيللي واعطانه هذه المساحة لاكتشافه كان في خدمة الدراما أيضا اداء باسم سمرة وسوسن بدر فهما الأداء السهل الممتنع فيلم يجب أن تشاهده.