عندما التقي عقربا الساعة علي رقم12 ليلة أمس الأول الخميس.. هناك وفي مكان ما علي تلك المساحة التي تستلقي بين خطوط الطول والعرض علي سطح الكرة الأرضية ويهتف لها تلاميذ المدارس في طابور الصباح تحيا جمهورية مصرالعربية. دقت أجراس الكنيسة وقت أن جري رفع الذبيحة المقدسة من فوق المذبح لتعلن أن مصر كلها بدأت احتفالاتها بعيد الميلاد المجيد.. كل عام وأنتم بخير.. كل سنة وأنت طيبة.. جملة تبادلها وليم ومحمد ونطقت بها شفاه مارسيل ل فاطمة الزهراء! في منزل يجاور الكنيسة وفي ذات اللحظة التي انسابت خلالها دقات أجراس برجها إنحنت عجوز لتلتقط سجادة الصلاة من علي الأرض بعد أن أنهت صلاة ركعتين لله سبحانه وتعالي ترحما علي أرواح من دفع فاتورة إرهاب أحمق انقض علي أبرياء في الدقائق الأولي من عام2011. وعندما كانت الابتهالات والتراتيل في كنائس مصر تردد أنا هو القيامة والحق والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيي.. يوحنا الإصحاح11 آية25 كانت الشفاه في المنازل والمساجد تتمتم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.. صدق الله العظيم, فقد كانوا بالفعل شهداء.. أفليس من يقتل وهو خارج من بيت يعبد فيه الله شهيدا ؟! فقط نحن مصريون ولسنا ميليشيات يتقدمهم من يرتدي الجبة والقفطان أو من يضمه الروب والفراجية.. مصريون شعب واحد لا يقبل القسمة علي اثنين.. فهكذا كانت معادلة حياتنا علي مر مئات السنوات.. وهكذا ستكون.. والأصح هكذا يجب أن تعود.. شعب لا ينظر إلي خانة الديانة في بطاقة الهوية.. أو يسعي جاهدا ليتأكد أن اسم كمال أو مجدي لا يعقبه ميخائيل أو عبد العزيز فكلنا مصريون وهذا يكفي! إذا كان البعض منا جرفه تيار الغضب.. واستسلم للحظة أراد فيها أن يعبر عن ذلك الغضب فإنه علي الآخر أن يحتويه فمصابنا واحد وإن اختلفت أسماء من حصده الغدر.. فلنفق ولنستوعب أن ما جري من بعضنا بعد ساعات قليلة أعقبت جريمة الاسكندرية هو ما كان يستهدف تحقيقه ذلك الغادر الأسود اللعين.. غير أن حكماء منا قد انتبهوا لما كان يجري تخطيطه بعيدا عن تلك الأرض السمراء التي اختارت أن يضم رمزها ثلاثة ألوان الأحمر والأبيض والأسود ويتصدره نسر صلاح الدين ليضم تحت جناحيه مصريين مسالمين هدفهم الخير وتحكمهم الفضيلة ويحيطهم الحق! حكماء منا أيقنوا أن الاندفاع والتهور والغضب بداية للصعود إلي هاوية ما يستهدفه مخطط الغدر.. فإستجاب لهم جموع الغاضبين.. ونسجوا مع إخوانهم جدارا صلبا يطوق مواقع الاحتفالات.. وعاد محمد ليجاور بطرس ويوقد معه شمعة أمام تمثال السيدة العذراء كما اعتادا في أي مناسبة دينية. نعم اغضب فكلنا غاضبون.. ثر فجميعنا ثائرون ولكن فلننتبه جميعا إلي أننا واحد صحيح لا يقبل القسمة أو الانكسار.. ولنتيقن من علي أي شئ سنصب غضبنا الجام.. وعلي أي هدف سنطلق رصاصات ثورتنا.. فلسنا ميليشيات يقودها من يرتدي الجبة والقفطان أو من يضمه الروب والفراجية!! [email protected] المزيد من مقالات عبدالعظيم درويش