واشنطن وكالات الأنباء باريس نجاة عبدالنعيم ميلانو هند السيد هاني برلين مازن حسان: أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها العميق من تزايد الاعتداءات علي المسيحيين في الشرق الأوسط وإفريقيا. وأدانت هذا العنف الذي تحركه دوافع دينية. وقال بي جي كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأول إن الولاياتالمتحدة منزعجة من سلسلة الهجمات ضد المسيحيين في العراق ومصر ونيجيريا, وطالبت حكومات الدول الثلاث بتقديم مدبري هذه الاعتداءات للعدالة. من جانبها, دعت فرنسا أوروبا إلي اتخاذ رد موحد علي الهجمات ضد مسيحيي الشرق الأوسط. وقالت ميشيل إليو ماري وزيرة الخارجية الفرنسية, إنها سترسل خطابا للمفوضة الأوروبية للشئون الخارجية والأمنية كاثرين أشتون تطالبها فيه بأنه ليست فرنسا وحدها بل أوروبا كلها يجب أن تتعامل مع هذه المشكلة بكاملها. وكشفت وزارة الخارجية الايطالية عن اتصالات مكثفة تجريها حاليا لبحث امكانية اصدار قرار دولي لحماية المسيحيين في أعقاب حادث الأسكندرية. وأشار فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي إلي ضرورة وضع مبادرات فاعلة علي المستويين الأوروبي والدولي بهدف الارتقاء بمستويات الحماية للاقليات الدينية, وعلي وجه الخصوص المسيحية التي اعتبرها ضحية لهجمات خطرة تكررت في الآونة الأخيرة. وفي المقابل, جاء الموقف الألماني الرسمي متوازنا وحاسما في الوقت نفسه, رافضا أسلوب خلط الأوراق ومنطلقا من أن ما تعرض له أقباط مصر هو عمل إرهابي يستهدف استقرار مصر, ووحدتها الوطنية فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي وصفت الاعتداء بالعمل البربري وإدانته بشدة, وحرصت في برقية العزاء التي أرسلتها للرئيس مبارك علي الإشارة إلي أن ضحايا الجريمة المسلمين والمسيحيين. في الوقت نفسه وجهت الشكر للحكومة المصرية علي ما تقوم به من إجراءات لحماية الأقباط, وأعربت عن ثقتها في أن الرئيس مبارك سيبذل قصاري جهده للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. كما رد وزير الخارجية جيدو فيسترفيله علي الانتقادات الموجهة من بعض السياسيين للحكومة المصرية, وتحملها مسئولية الحادث, مؤكدا في تصريحات للتليفزيون الألماني أن لديه انطباعا بأن الحكومة المصرية تدرك جيدا أن هذا العمل هو عمل بربري, وأنها تبذل قصاري جهدها ليس فقط لحماية الأقليات الدينية, وإنما أيضا لضبط الجناة والكشف عن خلفيات الاعتداء, وبدوره رفض وزير التعاون التنموي الألماني ديريك نيبل مطالب وقف التعاون مع مصر, ولم تكن كلماته بأقل وضوحا من فيستر فيله, فقال إن هذا التعاون تطور علي مدي سنوات طويلة, ولابد من الإشارة بوضوح إلي أن هذا الحادث لا علاقة له باضطهاد دولة لمجموعة دينية, وإنما نحن بصدد عمل إرهابي.