مازالت محاولة التفجير الفاشلة التي قام بها الراكب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب في أثناء إحدي الرحلات الجوية علي متن طائرة أمريكية يوم عيد الميلاد.. تلقي بظلالها حول فاعلية الإجراءات الأمنية وتفتيش الركاب والحقائب في المطارات وقبل إقلاع الرحلات. هذه المحاولة الفاشلة اثارت ذعرا امنيا في المطارات الأمريكية ووضعت أجهزة المخابرات في الولاياتالمتحدة في مأزق شديد, حيث اتهمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بصورة صريحة بالتقصير. وتأتي هذه المحاولة الفاشلة بعد وقت قصير من مطالبة الاتحاد الدولي للنقل الجوي الآياتا والذي يضم في عضويته230 شركة طيران بضرورة التعاون الكامل بين شركات الطيران وسلطات الطيران المدني والمطارات, وأيضا حكومات الدول في مجال توحيد الإجراءات الامنية المطبقة علي الشركات. المعلومات الامنية, وأكد جيوفاني بيزياني مدير عام منظمة الآياتا أن هذه المحاولة الفاشلة أثارت نقطتين مهمتين, هما الطبيعة العالمية لعمليات التهديد, وأن منفذي أي عملية تهديد قد يتحركون في نطاق عالمي, وليس اقليميا, وثانيا الحاجة الملحة والشديدة إلي التعاون الفعال بين الجميع والمشاركة في تبادل المعلومات الأمنية المتوافرة لدي أي جهة مع الجهات الأخري. وأضاف جيوفاني أن المسئولية الكبري في كيفية تداول المعلومات الأمنية تقع بالدرجة الأولي علي عاتق الحكومات, حيث يتعين وضع منظومة دقيقة لهذا التبادل حتي لا تتسرب المعلومات إلي من يتمكن من استخدامها بصورة عكسية. ومع ذلك يؤكد جيوفاني أنه يجب علي الجميع العمل علي استمرار الثقة في التنقل بالرحلات الجوية, وتوفير كل الوسائل لتدعيم هذه الثقة وإلا كانت النتائج وخيمة بالنسبة لهذه الصناعة المهمة في العالم. أجهزة الماسح الضوئي وقال جيوفاني إن الحل الأمثل الذي يتردد بقوة الآن هو ضرورة سماح الحكومات لشركات الطيران, وسلطات المطارات باستخدام أجهزة الماسح الضوئي للمشتبه فيهم فقط لأنها تمثل أعلي درجات التكنولوجيا في أجهزة الكشف عن الركاب. وأضاف أنه يتعين علي الشركات وسلطات المطارات أن تخصص غرفا مستقلة مزودة بهذه الاجهزة ليقوم المسئول الامني بفحص المشتبة بصورة منفردة دون العرض علي الجميع. ويقول الطيار علاء عاشور رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للخطوط الجوية إنه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وشركات الطيران في العالم تتحمل مليارات الجنيهات لتسديد الفاتورة الأمنية للطيران المتجه إلي الولاياتالمتحدة. وأضاف أن هناك تعليمات أمنية جديدة بعد محاولة النيجيري عمر فاروق تفجير الطائرة, وهذه التعليمات تطبقها مصر للطيران علي رحلاتها إلي نيويورك مثل إرسال قوائم بأسماء الركاب علي قيمة هذه الرحلات قبل إقلاع الطائرة, ومنع عرض البرنامج الخاص بتحديد موقع الطائرة علي جهاز التليفزيون المخصص للركاب, حيث أنه يتم عرض فيلم يوضح كل بيانات الرحلة, ولذلك يتم وقف هذا علي الرحلة واضاف أن هناك ايضا تعليمات خاصة قبل الهبوط بمطار نيويورك بنحو ساعة تقريبا منها عدم إعلان كابتن أو طاقم الطائرة عن دخولها إلي المجال الجوي الأمريكي, وعدم السماح لأي راكب بالتحرك علي الطائرة أو ترك مقعده في الساعة الأخيرة قبل الهبوط, ويتم إجبار الركاب علي الالتزام التام يربط احزمة الأمان, وتمتع تماما محاولة أي راكب خلال هذه الساعة إحضار أي شيء من حقائبه التي قام بوضعها في المكان المخصص لحفظ حقائب الركاب التي يصطحبونها علي الطائرة. وأكد أنه تم تنظيم دورات تدريبية لأطقم الضيافة ورجال الأمن المصاحبين للرحلات علي كيفية تطبيق التزام الركاب بهذه التعليمات مع الحرص علي عدم مضايقة الركاب قدر الامكان. مطار القاهرة ..وعن إمكانية الاستعانة بأجهزة الماسح الضوئي بمطار القاهرة يقول الطيار حسن راشد رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي إنه حتي هذه اللحظة هناك تطبيق صارم وشديد للإجراءات الأمنية الدقيقة والمشددة خاصة علي الطائرات المتجهة إلي الولاياتالمتحدة, وأضاف أنه لاشك أن أجهزة الماسح الضوئي لا تتلاءم ومعتقداتنا العربية والشرقية, وأن البعض ينظر إليها علي أنها نوع حاد من انتهاك الخصوصية للركاب, كما ترفضها العديد من المنظمات الحقوقية إلا أنه من الممكن الاستعانة بها إذا تم إقرارها من جانب المنظمة الدولية للنقل الجوي الأيكاو والاتحاد الدولي للنقل الجوي الاياتا وأيضا إذا اشترطت الولاياتالمتحدة ضرورة مرور جميع الركاب علي متن الرحلات المتجهة إليها عبر أجهزة الماسح الضوئي, وفي حالة رفض أي راكب الكشف بهذه الأجهزة لا يسمح له بالسفر لأن الالتزام بهذا الإجراء سيكون إجباريا, وليس اختياريا علي رحلات الولاياتالمتحدة. ومن الإجراءات الدقيقة التي يطبقها مطار القاهرة الدولي لضمان التعقيم الأمني التام بكل ما يتعلق بأمن الركاب والطائرات يتم فحص العاملين بالمطار سنويا بواسطة تحريات الأجهزة الأمنية خاصة العاملين في المجالات المتعلقة بالرحلات الجوية مثل الخدمات الأرضية والصيانة, وغيرهما, وكل من تسمح له مهنته بأن يتواجد في مهبط الطائرات أو الأماكن القريبة من الطائرات.