بالرغم من الموقع الجغرافي المهم والمتميز لمستشفيات جامعة قناة السويس حيث انها تقع في ملتقي الطرق الرئيسية بين محافظات بورسعيد والسويس والشرقية والاسماعيلية والقاهرة وشمال وجنوب سيناء. إلا ان المستشفي مازال يتحرك ببطء نحو تقديم خدمة صحية مميزة للمتردديين عليه إلي الدرجة التي دفعتهم إلي رفع الشعار الشهير الداخل مفقود والخارج منها مولود. وأخيرا بدأت إدارات المستشفيات في اتخاذ خطوات للحصول علي الجودة والاعتماد إلا ان هذه الخطوات تواجه بعقبات كثيرة تسعي الإدارة الحالية للمستشفي إلي اجتيازها لتقديم خدمة تليق بالمرضي. يقول الدكتور عماد الدين عبدالغفار مدير عام المستشفيات الجامعية بجامعة قناة السويس: إن ميزانية المستشفيات الجامعية لثلاثة اهداف هي تعليم الطلاب والاساتذة, واجراء البحوث, واخيرا تقديم الخدمة وهي بذلك تختلف عن المستشفيات التابعة لوزارة الصحة حيث تختص الاخيرة بتقديم الخدمة الصحية فقط إلا ان الأمور انعكست الآن, حيث يستقبل المستشفي عبء الطوارئ لمحافظة الاسماعيلية لمدة ثلاثة ايام بالاضافة إلي استقبال حالات الطوارئ جميعها علي مدي الأسبوع لتخصصات المخ والاعصاب وجراحة المخ والاعصاب وجراحة القلب والأوعية الدموية وحالات الرعاية المركزة والاصابات الجسيمة والمتعددة والاورام وهو ما يمثل عبئا جسيما علي المستشفي لا يمكن تحمله. ويصل عدد المترددين علي المستشفي إلي300 ألف حالة سنويا بمتوسط1000 فتزيد يوميا ويمثل المترددين من الطوارئ90% من هذه الحالات ويؤكد ان الوضع الغريب ان الطوارئ في مستشفيات الجامعة تعالج بالمجان اما الطوارئ في مستشفيات وزارة الصحة فتحصل علي حسابها علي الفور بالرغم من ان وزارة الصحة في كلتا الحالتين مسئولة عن تقديم الرعاية. ويستطرد قائلا: هذا الوضع جعل الموارد المخصصة للمستشفي مستهلكة واصبحت الاوضاع مقلوبة لأن90% من موارد المستشفي مستهلكة في الطوارئ والعلاج المجاني وال10% المتبقية موجهة للبحوث والتعليم وهذا يعني ان الحمل التعليمي والبحثي وهما اهم عنصرين في عمل المستشفيات الجامعية لا يتمان بالصورة المطلوبة لأن المستشفي مستهلك في تقديم الخدمة. ويلخص مدير عام المستشفيات الموقف قائلا: الاعتماد صفر للمستشفيات ولدينا التزامات شهرية ومصروفات10 ملايين جنيه ووزارة الصحة مدينة لنا بنحو20 مليونا جنيه من قرارات العلاج علي نفقة الدولة ومطلوب منا ان نعالج المرضي بالمجان فكيف يحدث ذلك ويختتم حديثه قائلا: اعطوني20 مليون وانظروا كيف ستكون الخدمة في المستشفي بعد عام واحد!؟.