أعلنت الصين أمس أن علماءها حققوا تقدما كبيرا في تكنولوجيا معالجة الوقود النووي المستنفد, يسمح بإعادة استخدامه في المحطات النووية وزيادة معدل استخدام مواد اليورانيوم بواقع60 مرة. كما يساعد علي استخدام موارد اليورانيوم الخام الصينية المكتشفة حاليا لمدة3 آلاف عام, مما يحل مشكلة تزويد المفاعلات النووية الصينية باليورانيوم. وذكر التليفزيون الحكومي الصيني أن فريقا من العلماء نجح في تطوير هذه التكنولوجيا واختبارها في المصنع رقم404 التابع للهيئة النووية الوطنية الصينية في صحراء جوبي بإقليم قانسو النائي جنوب غرب الصين. وأوضح التليفزيون أن هذه التكنولوجيا ستتيح إعادة استخدام الوقود المشع, وسيكون بإمكانها زيادة معدل استخدام مواد اليورانيوم في المحطات النووية بواقع60 مرة. وأضاف أن موارد اليورانيوم الخام المكتشفة حاليا في الصين يمكن أن تكفي لمدة50 إلي70 عاما, لكن التكنولوجيا الجديدة تسمح باستخدام هذه الموارد لمدة3 آلاف عام. وسيكون هذا التطور التكنولوجي الجديد خطوة مهمة للأمام بالنسبة لمساعي الصين للتوسع في استخدام مصادر الطاقة البديلة لتحقيق الأمن في مجال الطاقة وتخليص نفسها من الاعتماد علي الفحم الذي تستمد منه %70 من احتياجاتها من الطاقة وبالتالي تقليص التلوث.وقال تقرير التليفزيون إن الصين تهدف إلي زيادة قدراتها من إنتاج الطاقة النووية لتصل إلي ما يتراوح بين70 و80 جيجا وات بحلول عام2020. وأوضح يه تشي تشن نائب مدير لجنة العلوم والتكنولوجيا بالشركة النووية الوطنية الصينية وعضو الأكاديمية الصينية للهندسة أن القدرة التركيبية للطاقة النووية في الصين ستصل إلي 70 جيجا وات بحلول2020, ترتفع إلي200 جيجا وات بحلول2030, ثم إلي400 جيجا وات بحلول2050. وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت من قبل أنها تستهدف رفع إنتاجها من الطاقة من المحطات النووية إلي 40 جيجا وات. وتسعي الصين, ثاني أكبر اقتصاد في العالم حاليا, للحصول علي %15 من احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام2020. وتملك الصين حاليا 12 مفاعلا عاملا تبلغ مجمل طاقتها علي توليد الطاقة 10.15 جيجاوات, من بينها ثلاثة تستخدم تكنولوجيات محلية, واثنان مزودان بتكنولوجيا روسية, وأربعة بتكنولوجيا فرنسية, واثنان بتصميم كندي, غير أن جميع تلك المفاعلات تعمل بتكنولوجيا الجيل الثاني للطاقة النووية. وذكرت صحيفة تشاينا ديلي الصينية أن الصين تنتج حاليا نحو 750 طنا من اليورانيوم سنويا, لكن الطلب السنوي قد يرتفع إلي20 ألف طن بحلول عام2020. وتملك الصين171 ألفا و400 طن من موارد اليورانيوم الخام المؤكدة والموجودة بشكل أساسي في8 أقاليم صينية وقال باحثون صينيون إن بكين تحتاج لتأمين أكثر من60% من احتياجاتها من اليورانيوم من الخارج بحلول عام2020, في حالة مواصلتها مساعيها للتوسع المعتدل في إنتاج الطاقة النووية. وتدعم الصين, وفرنسا, وبريطانيا, وروسيا بشكل فعال إعادة المعالجة كوسيلة لإدارة الوقود المستنفد عالي الإشعاع, وكمصدر للمادة الخام لامدادات الوقود النووي في المستقبل. ويجادل علماء مستقلون في أن التطبيق التجاري لإعادة معالجة الوقود النووي تعرقله دائما التكلفة والتكنولوجيا وخطر الانتشار النووي وتحديات السلامة.
