أكد شارل أيوب رئيس تحرير جريدة الديار اللبنانية في تصريحات خاصة ل الأهرام أن الجاسوس المصري طارق عبد الرازق أتصل به من القاهرة تحت اسم الدكتور كمال عدة مرات في محاولة منه لاستدراجه إلي خارج لبنان. بعد رفضه السفر إلي الصين نظرا لبعد المسافة التي تستغرق نحو24 ساعة طيران, أو تايلاند من أجل عمل فيلم وثائقي. وقال أيوب في أتصال هاتفي مع مندوب الأهرام انه رفض جميع طلبات الجاسوس إغراءاته عن طريق الصدفة ولم يتوقع نهائيا أن وراء تلك الاتصالات التي استمرت لمدة8 شهور جهاز استخبارات همه الأول والأخير الحصول منه علي معلومات لصالح الموساد. وأشار إلي أن أول اتصال تم منذ نحو عشرة أشهر عندما تلقي مكتبه اتصالا من شخص يدعي الدكتور كمال قال انه مصري الجنسية ويعمل في انتاج أفلام وثائقية مع شركةDWG في هونج كونج ودعاه للسفر إلي الصين من أجل المشاركة في مداخلة لمدة عشر دقائق تكون جزءا من فيلم وثائقي مدته ساعتان. وقال إن الجاسوس عرض عليه إغراءات مالية وبطاقة ائتمان من أجل المصاريف فأكد له أنه لا حاجة لها وأنه سوف يدرس الموضوع خلال أسبوع, وفي خلال الأسبوع كان طارق يحاول الاتصال به حتي طلبه وأبلغه عن عدم رغبته في السفر إلي الصين وعرض عليه أن يتم التصوير في بيروت نظرا لبعد المسافة عن الصين. وأوضح انه بعد هذه المكالمة بعشرة أيام أتصل به الجاسوس مجددا ليخبره أنه يمكن نقل التصوير من الصين إلي تايلاند التي تبعد عنه7 ساعات فقط فأجابه بعد أسبوع برفضه وعدم رغبته. وعن شعوره بالريبة في ذلك الموضوع أكد شارل أيوب أنه لم يكن يشعر بأي شئ غريب وأن أعماله الكثيرة هي التي منعته من العرض حتي انه طلب من الجاسوس أن يرافقه5 أشخاص من الجريدة هم مدير التحرير ومدير الأخبار الدولية وثلاثة أصدقاء لبنانيين وأن جوابه كان بالموافقة وأنه طلب ارسال صور من جوازات السفر لتجهيز التأشيرات إلا أنه عدل عن موافقته دون ابداء أسباب, مشيرا إلي أن ظروف عمله كرئيس للتحرير هي التي منعته من السفر. فرصة كبيرة وأكد أيوب في اتصاله أن طارق ألح عليه في السفر وقال له إنه بامتناعه يفوت عليه فرصة كبيرة وأن الفيلم الوثائقي سوف يوزع في العالم كله وسوف يجني منه أرباحا طائلة مؤكدا له أنه سوف يحصل علي جزء من أرباحه إلا أنه أبلغه شكره لعدم مشاركته نظرا لانشغاله بأمور أخري أكثر أهمية وكان ذلك في شهر يوليو الماضي. وأكد رئيس تحرير الديار أنه لم يشك في صوت الدكتور كمال عندما اتصل به من المانيا وأنهي المكالمة معه برفضه التام لفكرة الفيلم وأنه أثناء ذلك لم يشك لحظة واحدة أن هناك جهاز الاستخبارات وراءه. اكتشاف الحقيقة وقال رئيس تحرير الديار اللبنانية في اتصاله أنه تلقي بعدها بشهر اتصالا من موظف بالسفارة المصرية بلبنان أبلغه فيه بأنه مطلوب أمام القضاء المصري للإفادة ببعض التفاصيل في الوقت الذي أعلنت نيابة أمن الدولة المصرية بيانها بالقبض علي الجاسوس وأبلغ الموظف بأنه علي استعداد بالإدلاء بأي معلومات يعرفها, وأن الموظف لم يتصل به مرة أخري لإبلاغه بالموعد. وأوضح أنه بعد يومين أبلغه جهاز المخابرات اللبناني بأنه هو المقصود بمحاولة استدراج رئيس تحرير صحيفة لبنانية شهيرة, وأنه قام باعطائهم أرقاما الهواتف التي كان يستخدمها الجاسوس من مصر وألمانيا إلا أن جهاز المخابرات اللبناني لم يستدل علي تلك الأرقام, مشيرا إلي أنه قد تكون أرقام مجهولة المصدر وبدون بيانات مسجلة في شركات الاتصالات المصرة إلا أن هناك تعاونا بين لبنان وألمانيا بشأن معرفة الرقم الألماني حتي يمكن التوصل إلي مصدره. وعن رد فعله بعد الكشف عن الجاسوس قال إنه لايدري ماذا كان قد يصيبه لو لم ينقذه القدر ويرفض السفر إلي الصين أو تايوان حتي إنه كتب مقالا أمس الأول دعا فيه الموساد إلي مناظرته تليفزيونيا متحديا أن يستطيع أي أحد تجنيده, مشيرا إلي أن الافعال والأساليب التي تنتهجها إسرائيل تجعلها تسقط يوما بعد يوم متهمها بأنها دولة اغتصاب وقتل ولاتحترم مواثيق السلام.