لم يكد المجتمع الدولي يسعي لحل الصراع المشتعل علي السلطة في كوت ديفوار حتي تجددت مخاوف من اندلاع حرب جديدة تؤجج هذا الصراع وقد تبقيه مشتعلا لفترة أطول وهي الحرب علي الماس. وكشفت الأممالمتحدة أنها تبذل الكثير من الجهود لوقف تجارة الماس المغشوش التي تعد كوت ديفوار أكبر مصدر لها في العالم والذي تمول تجارته الصراع القائم بين الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو والحسن أوتارا. وذكرت مصادر مطلعة أن كثيرين يحصلون علي شهادات مزورة تفيد بأن ما بحوزتهم من الماس أصلي حتي يتم شراؤه آخر العام, علي سبيل المثال, كهدايا لذويهم دون معرفة مصادرها الأصلية ودون أن يعرفوا الخديعة التي وقعوا فيها. وأوضحت المنظمة الدولية أنه تم تهريب كميات من الماس تقدر بملايين الدولارات في السنوات الأخيرة خارج كوت ديفوار مما يعيد إلي الأذهان الدماء التي أراقها الماس في حروب سابقة في القارة الأفريقية. وأكدت منظمة كيمبرلي الدولية التي تعمل بالتعاون مع مجلس الماس الدولي وسلطات الجمارك الدولية أن الجهود جارية علي قدم وساق بين الجيولوجيين وموظفي الجمارك والمحققيين خشية تكرار مآسي تمويل الحروب كتلك التي وقعت في أنجولا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وسيراليون وليبيريا كما تسببت كذلك في تمويل الحرب الأهلية عام2002 في كوت ديفوار ذاتها. وأشارت مجموعة من الخبراء من الأممالمتحدة الي أنه رغم فرض المنظمة الدولية منذ عام2005 حظرا دوليا علي تجارة الماس لكنها مازالت قائمة في بوركينا فاسو وغينيا وليبيريا ومالي. وأعربت المنظمة عن مخاوفها من تهريب الماس من كوت ديفوار إلي الدول المجاورة ليستمر البحث في دائرة مفرغة ويتواصل نزيف الدماء. وأوضحت منظمة كيمبرلي أنه لذلك فإن عناصر المنظمة يستخدمون حاليا ما يسمي بأثر القدم الجيولوجي أي عملية مسح للشفرة الجينية للماس في سيراليون وليبيريا ودول أخري وذلك للتمييز بين هذه الأنواع وأخري من ماسات الدم الأيفورية.