كتب م. سيد عبدالمطلب علي في رسالته للبريد الموقع الغريب أن موقعا علي شبكة الانترنت يضم مقالات بأكثر من250 لغة به ما يربو علي أربعة آلاف موضوع مكتوبة بما سماها الموقع اللغة المصرية التي ما هي في الواقع إلا لغتنا العامية وساق مثالا من عدة أسطر عن موضوع ما ضمت كلمات مثل:الجدول دا بتاعتها بتساعد العلما والطلبة بيستخدموه ليها! كما أشار أيضا إلي تلك القناة الفضائية المصرية الخاصة التي تذيع نشرات الاخبار باللغة العامية وتساءل عن الهدف من اعتبار اللهجة المصرية لغة مستقلة؟!.. وأحب أن أزيد علي ما ذكر آنفا أنني شاهدت مؤخرا علي بعض الفضائيات المصرية الخاصة أفلاما أجنبية طبعت الترجمة فيها بهذه اللغة العامية. لقد قال طه حسين يوما إن العرب إذا تحدثوا بلهجاتهم لم يفهم بعضهم بعضا, أما إذا تحدثوا الفصحي تواصلوا جميعا, ومصر تبوأت زعامة الأمة العربية ليس بموقعها وتاريخها وحجمها فحسب, وإنما أيضا بلسانها العربي المبين فمنها خرج أمير الشعراء وعميد الأدب العربي وثلة من الشعراء والأدباء أعيت مطاولتهم أقرانهم العرب, وعلماء في كل علوم الدين واللغة وخطباء مفوهون علي المنابر وفي المحافل جعلوا من مصر وأزهرها الشريف بحق قبلة العالم الإسلامي كله, وقلبه النابض حتي لم يجد رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية في مستهل ولايته خيرا منها مكانا ومنبرا يخاطب منه مليارا من المسلمين ويزيدون. فاللغة العربية الفصحي هي ركن من أركان الشخصية المصرية ركين, أما اعتماد لهجتنا العامية بزعم أنها اللغة المصرية فتكتب بها المقالات والموضوعات وتذاع بها نشرات الأخبار, وربما تدرس في المدارس كما يدعو بعض الناشطين داخل البلاد ففيه القضاء علي اللغة العربية نهائيا ومن ثم ضياع تراثنا من روائع الأدب ونسيانه, فتفقد مصر ثقافتها وشخصيتها وهويتها, فما هي إلا بضع سنين حتي تنسلخ من أمتها العربية والإسلامية. د. يحيي نور الدين طراف - أستاذ بطب القاهرة