الهجرة حقيقة تاريخية ورمز روحي يعبر عما يجب أن يكون عليه المسلم في كل فترة من حياته. ولهجرة رسول الله صلي الله عليه وسلم دروس وعبر لاتحصي ولا تعد ويستحيل علي الانسان أن يحيطها. كما يقول الشيخ محمد مشالي وكيل الوزارة لشئون الوعظ والارشاد بالأزهر الشريف سابقا ومن بينها ما يلي: * الأخذ بالأسباب والذي يتبين فيما بذله النبي عليه السلام وصاحبه أبوبكر الصديق من جهد واعداد لإنجاح هذه الهجرة بكل ما هو مطلوب ومستطاع من جانب المؤمنين وفي حدود القدرة والتخطيط البشري تاركين ما يحدث من ثغرات ونقص خارج عن الارادة لكي يكمله الله سبحانه وتعالي. وهذا ما حدث بالفعل عندما أغشي الله عيون المشركين أمام بيت الرسول فلم يروه وهو خارج كما لم يجعلهم يلقون نظرة واحدة داخل الغار فيكتشفون وجود النبي وصاحبه. * التحلي باليقين في تحقيق إرادة الله عز وجل. وتأكد ذلك في عدم التفات رسول الله عليه السلام طوال الطرق يمينا أو يسارا أو إلي الخلف لايمانه بأنه أدي ما عليه وأن ما أراده الله واقع لامحاله وأن الاسباب احدي الوسائل اللازمة لتحقيق النتائج. * التمسك بالحق وعدم فقدان روح الأمل في أي لحظة يسود فيها الخطر. وقد تبين ذلك في موقف النبي عليه السلام وهو يخرج من مكه مطلوب الرأس لا يأمن علي حياته ثم يبشر سراقه عندما لحق بركب رسول الله ليس بظهور الاسلام في مكه أو المنطقة العربية فقط وإنما بسقوط عرش كسري وغنيمة كنوزه حين قال النبي عليه السلام كأني بك ياسراقه تلبس سواري كسري * الحرص علي الصحبة الصالحة والبحث عنها دائما لحاجة كل الناس إليها.. وكان هذا سلوك رسول الله في مراحل حياته ليسطر بها قاعدة إسلامية أصيلة في قوله عليه السلام الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وحينما يسأل جبريل عن صاحبه في الهجرة وهو رسول الله. * إظهار القدرة والاسوة الحسنة والالتزام بها باعتبارها الطريق العملي لبناء الأمة, وهذا ما كشفت عنه هجرة رسول الله فكان يعيش معاناة الذين أسلموا معه.
