أشرف محمود ارض جديدة يرغب الفيفا في غزوها كرويا.. هكذا اعلن بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في حيثيات قرار اسناد تنظيم مونديالي2018 و2022 الي روسيا وقطر, فيما اعتبره البعض تبريرا للقرارالذي احدث مفاجأة لايزال صداها يدوي في العالم كله حتي الان, لكن النجاح القطري والروسي كشف النقاب عن الكثير من الكواليس التي تحكم بيت اللعبة الاولي عالميا, واماط اللثام عن التناقض الذي يسيطر علي تعاملات الغرب مع القضايا التي يكون طرفا فيها, والحال ذاته في تعاملنا نحن المصريين مع اخفاقاتهم الرياضية, اذ تعاملت اوروبا وامريكا مع القرار علي عكس ماتدعيان من دعم للحريات والشفافية والنزاهة, وكشفت عن تعدد معاييرها في التقييم بحسب مصالحها, حتي بلاتر نفسه له اوجه متعددة, فرغم انه لم يمنح صوته لقطر ومنحه لامريكا الا انه بدا في دفاعه عن منح التنظيم لقطر وكأنه صاحب القرار والمؤمن به, واكد ثقته في قدرتها علي تقديم مونديال متميز, وزاد باقحام الدين في الامر عندما اكد علي ان استضافة قطر منحت العرب حقا حرموا منه في اشارة الي محاولات مصر والمغرب السابقة لنيل شرف الاستضافة, فيما اعتبر انصافا لمحاولات البلدين العربيين من قبل, ووزاد باقحام الدين في الامر عندما قال هناك اكثر من مليار مسلم يستحقون ان ينظموا المونديال كما ان الشرق اوسطيين يستحقون ايضا استضافة منطقتهم للمونديال مثلما حدث مع افريقيا في2010, واوروبا الشرقية في2018 في روسيا, وبدا واضحا ان بلاتر مشحون من الانجليز الذين وصف غضبهم بالنواح و دهشتهم بالغرور( هناك شئ من الغرور المنتشر في غرب اوروبا, الانجليز لم يحتملوا اعطاء فرصة التطور واثبات الذات لغيرهم) وزاد بلاتر في تصريحات اطلقها خلال زيارته لمنطقة الخليج بأن من الممكن تنظيم بعض مباريات المونديال في دول مجاورة في اشارة لكسب ود السعودية التي اعلن الامير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب أن بلاده ستكون من اوائل الداعمين لقطر اذا طلبت ذلك مبديا استعداد بلاده لاستضافة مباريات, وقال بلاتر الامر ذاته في الامارات وسلطنة عمان, مايعني منح الضوء الاخضر لمسئولي قطر باقامة مباريات او مجموعات في بلاد مجاورة, ليحلوا مشكلة صغر المساحة او عدم استيعاب الجماهير المنتظر حضورها في المونديال, وهو الامر الذي بدأ يزعج ايران التي تخشي من استغلال الموقف للترويج للخليج العربي الذي تطالب جهات عدة ايرانية بالحاح شديد ان يطلق عليه اسم الخليج الفارسي وفي حال اقامة المونديال في اكثر من بلد يطل علي الخليج سيتبني الفيفا التسمية العربية وتضيع المحاولات الايرانية في تغير الاسم, وزادت ايران بانتقاد الفيفا لمنح التنظيم لقطر. إلا ان الاصوات التي علت بانتقاد الفيفا علي منح التنظيم لقطر وروسيا رافعة شعار محاربة الفساد في الفيفا, صمتت عندما خرجت مصر من سباق استضافة مونديال2010 من دون اصوات فيما اصطلح علي تسميته صفر المونديال, رغم اعلان الفيفا نفسه ان مصر كانت صاحبة افضل ملف من بين الملفات المتقدمة, فلم يلفت نظر احد في اورويا من اصحاب البحث عن الشفافية التساؤل: كيف لايحصل الملف الافضل علي اي صوت؟, ولماذا لم تنتقد صحافة العالم الباحث عن الشفافية والنزاهة الفيفا ورئيسه علي هذا التجاهل, في المقابل شنت الصحافة المصرية حملة جلد للذات مستمرة حتي الان, رغم ادراكها بابعاد اللعبة واحتياجها للمال الوفير, و لمن يدعم ويؤازر من داخل بيت الفيفا, حيث لم يكن هاني ابوريدة موجودا في تنفيذية الفيفا وقتها, ولو كان موجودا لضمنت مصر صوتين, مثلما حدث مع انجلترا التي لم تحصل سوي علي صوت مندوبها جيفري طومسون وصوت الياباني جونجي اوجورا في اطار صفقة تقضي بتبادل الاصوات فيمنح طومسون صوته لليابان في2022 واجورا يمنح صوته لانجلترا في2018, ومادون ذلك لم تحصل انجلترا مهد كرة القدم علي صوت واحد من بين20 صوتا اخري, اي انها حصلت علي صفر, لكن احدا في صحافة انجلترا لم يخرج علينا باتهامات اهدار المال العام للجنة الملف كما حدث في مصر2005, وهاهي امريكا سيدة العالم وصاحبة السطوة الكبري عليه لم تحصل علي اي صوت من قارة افريقيا وتفوقت عليها قطر في اوروبا وحصلت علي اصوات من قارتها امريكا اللاتينية والشمالية, ولو شارك التاهيتي رينالد تيماري والنيجيري اموس ادامو لحصلت قطر علي صوتيهما ولاصبح عدد اصواتها16 صوتا مقابل8. كل هذا يكشف بوضوح مايدور في كواليس الهيئات الرياضية الكبري, ويدفعنا الي مؤازرة الملف المصري السكندري لاستضافة دورة العاب المتوسط المقررة عام2017, فليس معقولا ان نظل اسري صفر ظالم اثبتت الايام اننا لانستحقه باعتراف بلاتر وعيسي حياتو, والاحداث التي جرت وتابعناها جميعا وتعرفنا علي قانونها ومنطقها, الذي استفاد منه الاشقاء القطريون فعززوا ايجابياته وتداركوا سلبياته وتعاملوا مع الامور بمنطقها الشائع غير المعلن فكان النجاح حليفهم, وعلينا ان نؤمن بقدراتنا وقدرات بلدنا ونقف خلف ملفنا ونؤازر القائمين عليه بداية من المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة واللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية واللجنة الاولمبية المصرية وكل الداعمين والمروجين لهذا الملف حتي يحقق النجاح, وساعتها سيتغير وجه الاسكندرية وتكون الرياضة قدمت اكبر خدمة للاجيال المقبلة, فالخوف من الفشل لايقود الا الي الفشل