العين هي الملكة المتوجة علي عرش ملامح الوجه لذلك خصها الشعراء بالنصيب الأكبر من أوصاف الحب والجمال.. فهي بدون شك مرآة الوجه و من ثم مرآة الإنسان التي تعكس مشاعره. وشخصيته ومع ذلك فقد كانت دهشة الدكتور سعد رشاد أستاذ العيون بطب عين شمس كبيرة حول ما أكدته أبحاث نفسية جديدة أن أغلب الناس لا ينظرون إلي عيون محدثيهم برغم أن العينين تحملان في معظم الأحيان والأحوال أصدق تعبير عن حقيقة ما يدور داخل نفوس البشر.. من أفكار و انفعالات و عواطف!!.الفرق بين عيون التماثيل و العيون الجميلة هي اللمعة و المسئول عنها خلايا سطح العين من ملتحمة وقرنية بشرط وجود طبقة دموع سليمة و فسيولوجية و المثل القديم يقول: إن العينين هما مرآة الروح و هو ما تؤكده الأبحاث العلمية الحديثة فإذا أراد شخص ما أن يكتشف كذب أو صدق محدثه فعليه بالتركيز علي عينيه و حاجبيه و جبهته خلال الحوار محاولا تفسير معني تعبيراتها.. لذلك يقول د.سعد رشاد هناك أنواع كثيرة من العيون علي سبيل المثال: العيون الضاحكة التي تعطي راحة للمشاهد و تجعله متفائلا أما العيون الحزينة فهي تجعل الناس يتعاطفون مع صاحبها و العيون البريئة و العيون الناعمة والعيون الحائرة المتوترة مثل ما نري أثناء الامتحانات والعيون الكاذبة التي تفضح صاحبها والعيون الذكية و العيون الوقحة و العيون الزائفة و العيون القوية المتحدية التي يصعب النظر فيها. و أكدت الدراسات أن البشر يكتسبون منذ الطفولة المبكرة مهارات التحكم في تعبيرات الوجه لاستخدام المناسب منها تبعا للظروف الإجتماعية.. و بمرور الوقت تتطور تلك المهارات لتتيح لصاحبها أحيانا القدرة علي خداع الناس. و يشير د.سعد رشاد إلي ما توصل إليه الباحثون إليه من استنتاج يثير الدهشة وهو أن تعبيرات الجزء الاسفل من الوجه يتم تحليلها في النصف الأيسر من المخ. وهو النصف المسئول عن القدرات المكتسبة للبشر من خلال الخبرات و التعلم.. أما تغيرات الجزء العلوي فيتم تحليلها في النصف الأيمن من المخ, والنصف المسئول عن القدرات الغريزية التي يولد بها الإنسان. و هذه النتائج تساعد علي فهم تأثيرات الأمراض التي تصيب المخ علي السلوك الإنساني لأن أغلب الناس يركزون علي الجزء الأسفل من الوجه خلال الاستماع إلي محدثيهم لكي يتعرفوا علي ما ينطق به المتحدث من ألفاظ ولأن كثيرا من شعوب العالم تعتبر التحديق في عين المتحدث مباشرة نوعا من السلوك غير مهذب و غير مقبول إجتماعيا. و أخيرا فإن الإنسان الذي يدرب نفسه علي رصد تعبيرات العيون عند الحديث مع الآخرين يمكنه معرفة المشاعر الحقيقية المكنونة في النفوس.. و بهذا تعرفين مثلا إذا ما كان زوجك يقول الصدق أم لا عندما يبرر سبب تأخره في العودة إلي المنزل!!