فجر انتحاريان نفسيهما بالقرب وداخل مسجد في جنوب شرق إيران أمس, مما أسفر عن مقتل38 شخصا وإصابة50 آخرين, قبل يوم واحد من احتفال الشيعة بيوم عاشوراء. يأتي هذا في الوقت الذي استدعت السنغال سفيرها لدي إيران علي خلفية ضبط شحنة أسلحة إيرانية يشتبه في أنها كانت متوجهة إلي جامبيا المجاورة, بينما أكد خبير ألماني كبير في مجال الكمبيوتر أن فيروس ستاكس نت قد نجح في إعادة البرنامج النووي الإيراني عامين للوراء. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا أن الإعتداء وقع خارج مسجد الإمام الحسين في مدينة جابهار بإقليم سيستان- بلوشستان بالقرب من الحدود مع باكستان. واستهدف الانتحاريان مجموعة من الشيعة خلال مراسم احتفالية في الصباح, وذلك قبل يوم من الاحتفال بيوم عاشوراء الذي يحيي فيه الشيعة ذكري استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد الرسول محمد صلي الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي. ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم, ولكن من المعروف أن هذه المنطقة هي موطن جماعة جند الله السنية التي استخدمت الانتحاريين في شن هجمات متفرقة, احتجاجا علي التمييز ضد الأقلية السنة في إيران. وأوضح التليفزيون الإيراني أن أحد الانتحاريين فجر نفسه خارج المسجد, بينما فجر الآخر نفسه من الداخل وسط حشد من المصلين الشيعة. ونقلت وكالة إيرنا عن فاريبروز آياتي خبير المعمل الجنائي قوله إن عدد القتلي يقدر بنحو38 شخصا, بينهم نساء وأطفال. وصرح محمد مظفر المسئول البارز في الهلال الأحمر الإيراني للوكالة بأنه تم رفع حالة التأهب في أجهزة الطوارئ خلال الأيام القليلة الماضية بسبب تهديدات مجهولة باعتداءات محتملة. وأضاف أن أحد الانتحاريين فجر نفسه وسط مجموعة من سيارات الإسعاف التي كانت متوقفه قرب المسجد. وعلي عكس بقية إيران يوجد في إقليم سيستان- بلوشستان عدد كبير من السنة, وشهد الإقليم اضطرابات متواصلة خلال الأعوام القليلة الماضية بسبب هجمات جند الله التي أعدمت طهران زعيمها عبدالملك ريجي في يونيو الماضي. وشهدت إيران سلسلة من التفجيرات في الأشهر الاخيرة بما في ذلك انفجار عند قاعدة تدريب عسكرية في أكتوبر الماضي, مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود. وينشط عدد من الجماعات المسلحة المناهضة لحكم الرئيس محمود أحمدي نجاد في إيران منهم الانفصاليون الأكراد في الشمال الغربي والمقاتلون البلوخ في الجنوب الشرقي وبعض العرب في الجنوب الغربي. وفي الوقت نفسه, نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أمس عن خبير ألماني في مجال الكمبيوتر قوله إن الأمر سيستغرق عامين حتي تعود إيران إلي مسارها بعد استهداف فيروس ستاكس نت لأنظمة برنامجها النووي. وقال الخبير رالف لانجر, من أوائل الخبراء الذين حللوا شفرة ستاكس نت, لقد كان لهجوم الفيروس نفس فاعلية الهجوم العسكري وربما أفضل لعدم وجود خسائر بشرية بدون حرب. ومن وجهة النظر العسكرية, هذا نجاح مبهر. وأضاف أنه يجدر بإيران أن تتخلي عن أجهزة الحاسوب التي أصابها الفيروس, الذي وصفه بأنه الأكثر تعقيدا وعدوانية في التاريخ. وشدد لانجر علي أنه حتي لو تخلت إيران عن كل الأجهزة المصابة, فسيتعين عليها التأكد من أن الأجهزة التي يستخدمها المتعاملون معها من الخارج خالية من الفيروس. ورغم أنه لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن تطوير الفيروس, إلا أن الكثيرين يعتقدون أن إسرائيل, التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني أكبر خطر يهدد وجودها, هي علي الأرجح من طور الفيروس. وأعرب لانجر عن اعتقاده أن الجهة التي طورت الفيروس لا تخرج عن أحد احتمالين هما, إسرائيل أو الولاياتالمتحدة. وأكد أن تطوير مثل هذا الفيروس استغرق أعواما, وأنه ليس من تطوير شخص وإنما دولة أو أكثر. ومن جهته, أكد كيفين رود وزير الخارجية الاسترالي أمس أن التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد يؤدي إلي تركيز العرب علي التحدي الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني. وقال رود, في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية نشرت أمس, إن اتفاق السلام قد يكون عاملا مغيرا للعبة في العلاقات مع إيران. ومن فيينا- كتب مصطفي عبدالله: طالب مندوب ألمانيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا علي اكبر صالحي كبير المفاوضيين الإيرانيين والذي تم تعيينه وزيرا للخارجية الإيرانية بالإنابة بضرورة مواصلة الحوار بين طهران ومجموعة1+5 في المرحلة المقبلة, معربا عن أمله في ألا تؤثر التغييرات في وزارة الخارجية علي مجمل التواصل الدبلوماسي. ومن ناحية أخري, استدعت السنغال سفيرها في إيران أمس الأول, قائلة إنها لم تقتنع بالتفسيرات التي قدمتها طهران حول ضبط شحنة أسلحة إيرانية في نيجيريا ويشتبه أنها كانت متوجهة إلي جامبيا المجاورة, وهو الأمر الذي أضعف مساعي طهران لاكتساب نفوذ في أفريقيا. وقال بيان لوزارة الخارجية السنغالية, أوردته هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أمس, التزاما بالحاجة إلي السلام والأمن الذي ينبغي أن يقود العلاقات بين الدول وبعد الاقتناع بعدم وجود تفسيرات مقنعة من الجانب الإيراني في هذا الشأن قررت السنغال استدعاء سفيرها في إيران للتشاور بدءا من الثلاثاء. ويأتي هذا الاستدعاء بعد يوم من عزل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أثناء زيارة مدتها يومان للسنغال كان من أهدافها شرح المسألة. وكانت جامبيا قد قطعت بالفعل كل علاقاتها مع طهران بعد الإعلان عن ضبط13 حاوية أسلحة قادمة من إيران في ميناء لاجوس النيجيري في13 أكتوبر الماضي.