في أحدث تسريبات موقع ويكيليكس المثيرة للجدل, كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن وثيقة سرية تم إرسالها من السفارة الأمريكية لدي الفاتيكان في روما اعتبرت أن البابا بينديكت السادس عشر بابا الفاتيكان رفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لأنها دولة مسلمة. كما تم الكشف عن أن واشنطن كانت تخطط بجدية لشن عملية عسكرية ضد القراصنة قبالة السواحل الصومالية بعد اختطافهم إحدي سفن نقل المعدات العسكرية قبل عامين. وذكرت الصحيفة البريطانية عبر موقعها الإليكتروني انه في عام 2004 أكد بينديكت السادس عشر رفضه السماح لتركيا بالانضمام إلي الاتحاد الأوروبي برغم أن الفاتيكان كان في ذلك الوقت محايدا- رسميا- بشأن هذه المسألة. وأضافت الصحيفة أن نائب وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين أبلغ الدبلوماسيين الأمريكيين بأن تصريحات بابا الفاتيكان كانت تمثل رؤيته الخاصة وليس موقف الفاتيكان الرسمي.وكشفت البرقية النقاب عن أن بابا الفاتيكان كان الصوت الرئيسي وراء حملة الفاتيكان للإشارة إلي الجذور المسيحية الأوروبية في دستور الاتحاد الاوروبي, والتي لم تكلل بالنجاح, مشيرا إلي أن بابا الفاتيكان كان يدرك بوضوح أن السماح بانضمام دولة إسلامية إلي الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يضعف قضيته تجاه المؤسسات المسيحية في أوروبا. كما كشفت الوثائق المسربة أن الإدارة الأمريكية درست القيام بعمل عسكري في الصومال بعد اختطاف القراصنة سفينة أوكرانية كانت تحمل أسلحة ودبابات. وأشارت الوثائق إلي أن وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كوندليزا رايس اتصلت بسفراء الدول المعنية بالقضية وأكدت لهم حق الولاياتالمتحدة في ألا يحصل القراصنة علي تلك الأسلحة, وطلبت رايس آنذاك من سفراء أوكرانيا ولاتفيا وروسيا وكينيا معرفة رأي حكوماتهم في وجهة نظر أمريكا حول السفينة المختطفة. وذكرت الوثيقة أن رايس أكدت أنها لن تقدم علي العمل العسكري إذا طلب القراصنة فدية للإفراج عن السفية المختطفة. كما كشفت أحدث مجموعة من البرقيات الدبلوماسية الأمريكية المسربة أن الهند أبلغت الولاياتالمتحدة بوجود 43 معسكرا للمتشددين في باكستان من بينها22 معسكرا في الجزء الباكستاني من إقليم كشمير, وأنه لم يتم بذل سوي القليل من الجهد لإغلاق هذه المعسكرات بشكل دائم. وأفادت البرقيات التي نشرها الموقع أيضا بأن هذا الاتهام أثير أثناء حديث جري في يونيو العام الماضي بين الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك ووزير الدفاع الهندي أ.ك. أنتوني, وأن الجنرال ديباك كابور قائد الجيش الهندي الذي حضر الاجتماع قال إن باكستان داهمت المعسكرات عقب هجمات مومباي في عام 2008, ولكن بعض المعسكرات استأنفت عملياتها بعد ذلك. كما كشفت الوثائق أن السفارة الأمريكية في فنزويلا أبلغت المسئولين في واشنطن في 15 أكتوبر عام 2009 بأن حالة المنشآت البترولية في فنزويلا في وضع سييء, وأشارت إلي أن حالة المعدات العاملة في مجال صناعة البترول في وضع يرثي له, كما أن حالة الأمان والصيانة في وضع خطير. وعلي الصعيد نفسه, ذكرت صحيفة ديلي تليجراف أن نحو 1500 من ناشطي الإنترنت القراصنة يهددون بمهاجمة مواقع الحكومة البريطانية الإليكترونية وتدميرها إذا لم يتم الإفراج عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج أو تم تسليمه إلي السويد, حيث توجه إليه اتهامات بجرائم جنسية. وأشارت الصحيفة إلي أن قراصنة الإنترنت هاجموا بالفعل مواقع ماستر كارد وفيزا وجميع مواقع الحكومة السويدية بآلاف الفيروسات القاتلة, وأشاروا أنهم يخططون حاليا للهجوم علي موقع آمازون الشهير, ووصف أحد القراصنة ما يحدث بأنه حرب معلومات جديدة علي شبكة الانترنت. وفي غضون ذلك, عطل نشطاء الانترنت الذين يشنون هجمات علي شركات ينظر لها علي أنها معادية لموقع ويكيليكس موقع الادعاء العام الهولندي لفترة وجيزة بعد اعتقال فتي عمره 16عاما يشتبه في انه شارك في الحملة هناك.وفي غضون ذلك, أطلقت مؤسسة آفاز دوت أورج الدولية المستقلة حملة عالمية لجمع مليون توقيع لحماية موقع ويكيليكس ومؤسسه جوليان أسانج والعاملين فيه من تهديدات, بعضها معلن وبعضها الآخر خفي, لإجبار الموقع علي وقف نشر المزيد من الوثائق التي تسببت في حرج بالغ للحكومة الأمريكية وعدد من الأنظمة الحاكمة في العالم.ووصل عدد التوقيعات علي الحملة الدولية حتي يوم أمس إلي أكثر من نصف مليون توقيع وافق أصحابها علي شعار الحملة الذي يقول: ندعوكم لوقف أسلوب فرض النظام ضد ويكيليكس وشركائها فورا, ونحثكم علي احترام المبادئ الديمقراطية وقوانين حرية التعبير وحرية الصحافة, وإذا ما كانت ويكيليكس والصحفيون العاملون معها انتهكت القوانين, فينبغي ملاحقتها قضائيا ولاينبغي تعريضها لحملة خارج نطاق القضاء بغرض التهديد. أما علي صعيد جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس نفسه, فقد ذكرت صحيفة الجارديان أن السلطات البريطانية رفضت طلب أسانج باستخدام جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به وقررت منحه جهازا خاصا بالسجن مزودا بقدرة محدودة للدخول علي الانترنت.