ما كنت أظن أن الحسد يطول المدن كالبشر, ولكنه أصاب شرم الشيخ, نظيفة الهواء والمرور والارتفاعات المنخفضة التي لا تحجب البحر عن العيون, أصاب الحسد شرم التي تسكن ذاكرة السياح, في مقتل, فقد عرفت الدنيا أن أسماك القرش السابحة في مياهها الزرقاء, خرجت الي الشواطئ وعضت سائحا واثنين وقتلت سائحة ألمانية وكان مصرع السائحة الألمانية علي فك سمك القرش قمة دراما الشاطئ, وهرول المسئولون وخبراء الشواطئ والعالمون بأسرار حيوانات البحار والمحيطات لانقاذ سمعة المدينة الجميلة من أسماك قرشها( المحظورة) ولا أدري, هل سيؤدبون أسماك القرش التي تطاولت علي ضيوف مصر أم يغلقون رياضة الغطس بالضبة والمفتاح وهي مصدر ملايين الدولارات لسياحة مصر.؟ وكله كوم وأسماك القرش الآدمية التي تمشي علي قدمين.. كوم آخر! هذه الأسماك التي تسعي علي البر وتعض اخوتها في البشرية! واذا كان سمك قرش البحر لا يهمه نوع الفريسة, فإن سمك قرش البشر عينه علي بشر مثله وربما زميله أو جاره أو صديق عمره.. لا يهم! واذا كان سمك قرش البحر يهاجم الشاطئ في وضح النهار وبجسارة, فإن أسماك القرش البشرية لا تواجه, انما تعض خلسة وفي الخفاء, بإشاعة قاتلة أو نميمة مميتة! واذا كان سمك قرش البحر يستخدم فكه المفترس بالفتك بالانسان, فإن سمك قرش البشر له لسان يفرز سما ولا سم الثعابين للفتك ببني آدم, بسمعته أو تاريخه, لقد ظهرت اسماك قرش بشرية علي بر الصعيد في اثناء الانتخابات وتراوح العض بين المعايرة والنبش في الماضي وتجريح الخصوم والصاق النقائص الزائفة بهم ووصفهم بأشياء مخجلة, الفك المفترس كان يعني المنافسة الشرسة بين الستات علي مقاعد كوتة المرأة في البرلمان الوليد, وقد بلغ مداه في الدخول الي الأعراض!!( ملحق الصعيد بأهرام12/7), إن أسماك القرش منتشرة في بحر النساء, فكل امرأة لها فك مفترس لا يظهر إلا اذا كانت الخصومة علي رجل أو صفقة أو مقعد في برلمان, وأسماك قرش النساء أكثر شراسة من أسماك قرش الرجال, فالفتك الحريمي يتجاوز المصارعة الحرة وكسر رقبة أو كوع وربما تصفية جسدية أو اغتيال معنوي! واذا كان سمك قرش البحر يثيره ويهيجه رائحة الدم, فإن سمك قرش البشر يثيره ويهيجه رائحة الفلوس ويخوض معارك ويعض بضراوة, وهذا النوع الآدمي من أسماك القرش منتشر بين رجال الأعمال مهما انتفخت جيوبهم أو خزائنهم, وسكان العشوائيات بدافع الحقد الأعمي والاحتياج الضاغط! واذا كان سمك قرش البحر لا يهاجم البشر بدافع الجوع فإن سمك قرش البني آدم يهاجم ويباغت ويفتك بلا أخلاق بسبب الجوع لترقية أو منصب( نمط: الجامعات ومراكز البحث), العض المفترس هو( الزنب) ومفردها زنبة, وعن اسماك القرش في السياسة فحدث ولا حرج, حيث تكون الزنب ناعمة الملمس دموية التأثير( نمط: الأحزاب السياسية والمواقع المهمة), حتي من يعرضون قضايا تخص أصحاب حاجيات علي مرءوسيهم بينهم أسماك قرش يفتكون بسيرة موظف في أثناء العرض ويرمونه علي شاطئ النسيان متأثرا بجروحه, وشاكيا الي الله! وحين كنت أحقق للتليفزيون رياضة الغطس في مياه شرم الشيخ, وكنت استقل مركبا شراعيا, كنت أسمع رئيس المركب يقول للمصور ابعد عن المنطقة دي, كلها سمك قرش ويقدر يقلب المركب, وقد ظللت متوترا شاخصا بعيني الي المياه وكأني أتوقع ظهوره المفاجئ, وفي سمك القرش الآدمي قد ينتقم بمهارة علمية علي شاطئ النت حيث يفضح سيرة انسان ويجعله أو يجعلها غالبا مضغة علي العيون ويقلب البيت بلا رحمة, واذا كان علماء البحار يقولون في موسوعة حيوانات البحر الأليفة والمفترسة إن أسماك القرش تميز الألوان ويثيرها اللون البرتقالي والأصفر, فإن أسماك القرش الآدمية لا يهمها الألوان, إنما تميز جيدا رائحة الأنثي وتتحرش بها في وضح النهار وربما عبر الزحام فإذا جاء الظلام خطف انثاه وكمم فمها واغتصبها, انها أسماك قرش بشرية, يكمن الفك في الغريزة التي لا تعرف الارتواء! سمك القرش الكبير يأكل الصغير, هكذا قانون البحر وكذلك قانون الحياة. والحق يقال لا مكان للضعفاء في هذه الحياة وسمك القرش رمز علي القوة والجبروت وان ازعج سكان الشواطئ في الأيام الأخيرة. هل صارت اسماك القرش البحرية تقاوم القهر بالصيد؟! هل تشعر أسماك القرش أن البني آدمين يشاركونهم حرية الغطس تحت الماء؟! هل ضاقت أسماك القرش بموتورات الصيد فقررت أن تدافع عن مياهها الاقليمية من المعتدين؟! أما أسماك القرش الآدمية التي تمرح في البر, فلماذا مفتوحة الفكين وضحاياهم بعدد الليمون؟! لأن القوة هي المعرفة للعقلاء وهي المال والسلطة( للقادرين), لان في غياب المعايير تمرح اسماك القرش في البر دون استدعاء خبراء وتحرك أجهزة, لان الثقافة السائدة هي( لايمني ع الفكة), و(اتغدي بيه قبل ما يتعشي بيك). حقا في حياتنا بشر يأخذون أشكالا وأنماطا عدة, فهو ثعلب مرة وذئب مرة أخري وثعبان أحيانا ووطواط أحيانا أخري, وربما كان حمارا وحشيا وربما كان عقربا وربما كان سمكة قرش! و.. مازال الكروان وحده هائما في الفضاء يسبح بحمد الله.