يأتي الحديث عن موضوع الساعة والذي يفرض نفسه بقوة إلا وهوالفضائح المنشورة في موقع ويكيليكس والتي اظهرت مواقف سرية لدول الخليج تجاه ايران مما يقضي علي اي فرصة للتقارب مع طهران. اذ تم نشر برقيات امريكية مسربة كشفت رغبة دول الخليج في ان تدمر واشنطن البرنامج النووي الإيراني مهما كانت النتائج. وتتعارض الآراء الواردة في هذه البرقيات المنشورة مع موقف هؤلاء القادة العلني تجاه إيران وبرناجها النووي والذي اتسمت حتي الآن بنغمة توافقية. وما كشفته البرقيات يؤكد عمق الشكوك التي يكنها قادة عرب من السنة تجاه الشيعة والذين يعتبرون ايران تهديدا لوجودهم. فحسب البرقيات المسربة نصح احد قادة الخليج الولاياتالمتحدة مرارا' بقطع رأس الافعي' من خلال شن هجمات عسكرية لتدمير برنامج إيران النووي والواقع انه لم يصرح علنا قط بدعوته واشنطن لاستخدام القوة ضد إيران. ويري المراقبون ان إيران لن تصدق التصريحات العلنية من الخليج سواء كانت تدعو للحرب ام لا.. كما لا يصدق قادة الخليج تصريحات القيادة الايرانية بان برنامجها النووي سلمي تماما.' فالتسريبات تبين مدي القلق في المنطقة ازاء البرنامج النووي الإيراني. وهو الأمر الذي حاولت طهران تهدئته باعلانها بان هذه الوثائق تفتقد إلي القانونية والمصداقية متهمة الحكومة الأمريكية بالوقوف وراء نشر الوثائق. كما ان اعلان طهران بان هذه الوثائق المسربة لن تضر بعلاقاتها بجيرانها في الخليج دليل علي ان هذه التسريبات ليس لها تأثير سياسي في المنطقة. فحسب رأي المحللين ان طهران قد نجحت في كسب الجولة في حرب الاعلاميات وذلك بتأكيدها بان لديها علاقات صداقة وأخوة مع العديد من دول المنطقة, وان هذا العمل الخبيث لن يؤثر علي علاقات إيران مع هذه الدول. وشددت علي أن لعبة ويكيليكس لا تستحق التعليق عليها ودعت دول المنطقة الي عدم تضييع الوقت في مراجعتها. وحسب التقارير ايضا فقد نفي الأسد امكانية توجيه اي ضربة نووية إيرانية ضد إسرائيل لان ذلك من شأنه ان يؤدي إلي خسائر بشرية هائلة بين الفلسطينيين وهو أمر لن تخاطر إيران بحصوله أبدا. يذكر ان الولاياتالمتحدة كانت قد اعلنت مرارا ان الخيار العسكري لوقف برنامج ايران النووي مطروح علي المائدة ولكن قادة عسكريين أمريكيين اوضحوا انه الملاذ الاخير. اما المختصون في الشأن الايراني النووي فيرون ان الاخبار المنشورة عبر وثائق ويكيليكس انما تعبر عن مخطط جديد لكل من امريكا واسرائيل في المنطقة العربية بصفة خاصة وفي العالم بصفة عامة. فمن وراء هذه التسريبات تنوي امريكا ضرب التقارب الحاصل بين العرب وايران من جهة, والعرب مع بعضهم من جهة اخري, والعرب والاتراك من جهة ثالثة. فاذا وضعنا هذه التسريبات تحت المجهر فسنجد يقينا انها مجرد مؤامرة لبسط سيطرة امريكا واسرائيل علي العالم العربي, فكل الوثائق التي سربت تتعلق بالعالم العربي رغم ان هناك الكثير من الوثائق التي تضر بإسرائيل وامريكا لم يتم تسريبها, والسؤال لماذا الجواب بكل بساطة حتي تتيح لهما الفرصة من جديد لضرب ايران ولبنان وسوريا وتشكيل خريطة جديدة للواقع العربي. وما تجدر الإشارة إليه أن الوضع الدولي والأزمة الاقتصادية العالمية وتعثر السياسة الأمريكية في أكثر من منطقة يجعل موضوع الخيار العسكري ضد إيران أبعد احتمالا بغض النظر عن التهديدات الإسرائيلية والأمريكية. فالانسان البسيط يستطيع ان يري إيران قد تجاوزت مرحلة أن تحسب حسابا لأية سلطة عربية كانت أو دولية بمعزل عن التأثيرات الامريكية فالحضور الإيراني لم ولن يتوقف تحت اي ضغط. فقد جاءت موافقة طهران بالعودة مجددا الي طاولة المفاوضات مشروطة بالتأكيد علي أن برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني غير قابل للتفاوض. رغم اعترافها بأن أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في برنامج تخصيب اليورانيوم تأثرت بفيروس كمبيوتر, مما ادي الي تعطيل عدد من هذه الاجهزة. اما المراقبون الدوليون فيعتقدون ان عودة ايران الي طاولة المحادثات دليل علي تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي. يذكر أن موقع ويكيليكس ينشر من خلال خمس صحف آلاف الوثائق الدبلوماسية التي تضم مراسلات بين السفارات الأمريكية في العالم ووزارة الخارجية الأمريكية وقد أثار نشر هذه المعلومات سخط واشنطن وموجة من ردود الفعل الدولية حول العالم وتركزت في معظمها علي الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط