بركة الكرايم تقع علي مقربة من مدينة ابوصير بالاسماعيلية ومساحتها تبلغ300 فدان في الوقت الحالي, وتهدد الاراضي الزراعية من حولها حيث تلتهم منها20 فدانا كل عام نظرا لزيادة المياه الجوفية ومخلفات المصانع. التي تصب فيها بجانب الصرف الزراعي, لذا اصبحت بؤرة ملوثة, والغريب في الأمر ان هناك اشخاصا اقاموا بها مزارع سمكية تطرح منتجاتها في الاسواق من انواع البوري والشبار والقراميط, وقد اثبتت دراسة علمية صادرة من جامعة قناة السويس خطورة هذه الاسماك علي صحة المواطنين لانها عاشت في مياه بها نسبة عالية من المعادن والمواد الضارة. وللوقوف علي هذه المشكلة من كل جوانبها التقينا بأصحابها. في البداية يقول شحاتة اسماعيل مزارع إنني أمتلك5 أفدنة غطتها المياه الجوفية المخلوطة بالصرف الزراعي بعد ان كانت من اجود الاراضي الخصبة التي تنتج محاصيل الخضراوات المتنوعة الا انني هجرتها بحثا عن مصدر رزق اخر بعد ان فشلت كل المحاولات لتجفيف المياه, حيث زاد ارتفاعها من5 إلي8 أمتار وهذه في حد ذاتها مشكلة تستلزم حلا فوريا من جانب المسئولين الذين تهربوا من وعودهم نحونا باعادة الشيء لأصله. ويضيف ممدوح قرقر يمتلك15 فدانا ان بعض اصحاب الاراضي المجاورة له والتي غطتها المياه مثله اضطروا لتأجيرها كمزارع سمكية حتي يستفيدوا منها ويقومون بالصرف علي حياتهم المعيشية, لكن هناك كارثة لا يتعامل معها احد بمحمل الجد وهي ان الاسماك التي تربي في المزارع تتشبع بالمياه الملوثة ومن يتناولها سيتعرض للأمراض السرطانية, وللأسف هي مصدر اساسي يحصل منه تجار الاسماك علي احتياجاتهم سواء داخل المحافظة أو المحافظات المجاورة. ويشير علي محمد علي مزارع يمتلك10 أفدنة إلي ان لجنة الزراعة والري بمجلس الشعب في الدورة البرلمانية المنتهية زارت بركة الكرايم ووقفت علي مشاكلها من جميع الجوانب وتمت الموافقة علي اقامة مصرف مكشوف او مغطي بطول500 متر يصب في مصرف ابوصوير البلد, وقتها تبين انه يحتاج حسب مقايسة تم اعدادها في حينها ل3 ملايين جنيه لكن بعد ان حسبنا التكلفة الفعلية وجدنا انها لا تتعدي400 ألف جنيه والسؤال من سيتحمل عملية التنفيذ. ويوضح علي عبدالفتاح له حيازة14 فدانا انه قام باستئجار مساحة محدودة من الأرض بجمعية العاشر الزراعية بمجرد ان اقتحمت المياه الجوفية ارضه التي يمتلكها حتي يستطيع ان يدبر مصاريف اسرته حيث لم يجد من يعينه علي حل مشكلته رغم بساطتها. ومن جانبه قال اللواء طارق عبد القادر رئيس مركز ومدينة الاسماعيلية اننا لم نتقاعس في حل هذه المشكلة التي ظهرت منذ10 سنوات تقريبا وبحثناها علي الصعيد التنفيذي والشعبي واوجدنا لها حلا, وعندما شرعنا في تطبيقه علي ارض الواقع واجهتنا ازمة واعتراض من جانب الاهالي الذين سيتم استقطاع جزء من اراضيهم لاقامة مصرف يربط بين بركة الكرايم ومصرف ابوصوير البلد لا يتعدي طوله500 متر, وتركنا لنواب مجلسي الشعب والشوري ان يتدخلوا ووعدونا باقناع الاهالي واذا لم يتم التوصل معهم لحلول مرضية فليس امامنا سوي نزع ملكية الارض التي تقع في نطاقها المصرف.