خلال أيام قليلة سيكون لمصر برلمان جديد. وكما هو معروف فإن عضو البرلمان بمجرد انتخابه ودخوله إلي قاعة المجلس يصبح ممثلا للأمة كلها, وليس فقط لحزبه او عشيرته التي انتخبته, وبالتالي فإن السادة النواب في المجلس الجديد سيمثلون الأمة المصرية كلها. وبطبيعة الحال فإن السنوات المقبلة سوف تشهد تحديات كبيرة علي جميع المستويات, وهو ما يستدعي مجلسا علي مستوي هذه التحديات. ولن يكون المرء مبالغا إذا قال إن ما مضي من السنوات في كفة, وما هو آت في كفة أخري, حيث إن ثمة أجندة تشريعية متخمة تنتظر هؤلاء النواب. هناك قوانين اقتصادية تتعلق بتنشيط الاستثمارات والتجارة والصناعة, وهناك تشريعات اجتماعية تتعلق بالضمان الاجتماعي والتأمين الصحي والبطالة, وهناك قوانين لتطوير التعليم والبحث العلمي والثانوية العامة.. وغيرها. ثم إن هناك قوانين تفعيل الحياة السياسية لتحقيق مشاركة سياسية أوسع من جانب جموع الشعب, بعيدا عن السلبية واللامبالاة والعشوائية! علي كل حال, لايستطيع أحد أن ينكر أن البرلمان السابق كانت له إيجابيات, كما كانت عليه أيضا بعض الملاحظات, خاصة ما يتعلق بلغة التخاطب بين النواب, وتبادل الألفاظ الجارحة, بل ورفع الأحذية أحيانا! وهذا ما نتمني ألانراه أبدا بعد ذلك تحت القبة.. ناهيك عن سعي البعض للتربح من وراء العضوية, أو إساءة استخدام الحصانة, أو الممارسات الشخصية التي تسيء إلي سمعة البرلمان كله. نرجو من البرلمان الجديد أن تختفي منه كل هذه السلوكيات!