هو رقم مهم فى المعادلة السياسية .. فهو أول رئيس للوزراء فى العراق ما بعد الحرب ! .. وعندما قام بتسليم السلطة دون دماء لمن يليه كتب التاريخ اسمه مقترنا بأول عملية نقل سلمى للسلطة فى العراق منذ العهد الملكى! هو الدكتور أياد علاوى رئيس ائتلاف الكتلة العراقية الذى يزور القاهرة , وصول مجمل الأوضاع فى بلاد الرافدين دار معه هذا الحوار. * ما الهدف من زيارتك للقاهرة حاليا... وما طبيعة المحادثات التي تجريها؟ { أحضر دائما للقاهرة للقاء القيادات المصرية, فمصر دولة مهمة في المنطقة, ولاشك أن العراق يمر الآن بمرحلة انتقالية دقيقة جدا, خاصة أن هناك انتخابات ستجري قريبا, وستكون مفصلية, وستؤثر بالتالي علي العراق والمنطقة. * ما موقف الكتلة العراقية التي تمثلونها من استبعاد أسماء عديدة مرشحة في الانتخابات من قوائمكم؟ { المشهد العراقي ككل متوتر من جميع جوانبه, ومرتبك فهناك مداهمات واعتقالات وتصعيد في العمليات الإرهابية ثم ادخلت قضية اجتثات البعث, والتي لا تستند إلي أسس قانونية بل معطيات سياسية الهدف منها هو القضاء علي الخصوم السياسيين وتهميشهم, واقصائهم. * لكن هناك أسماء مرشحين تم منعهم من قوائم دولة القانون التي يرأسها رئيس الحكومة نوري المالكي نفسه؟ { يضحك ويقول: عادوا واستثنوهم بعد ذلك من الاستبعاد, وأعادوهم مرة أخري, وبقيت نحو72 شخصية أخري علي قوائمنا تم استبعادهم ومنهم من الترشيح. * ما موقف كتلتكم بشكل نهائي إذا ظل الحال علي ما هو عليه, فيما يتعلق باستبعاد مرشحيكم؟ { بصراحة نحن نقوم بالآن بتقييم مسار العملية السياسية التي أصبحت مشلولة تقريبا بسبب كل ما يحدث, وإذا استمر الحال علي ما هو عليه فإن علينا أن نعيد النظر في هذه العملية السياسية وموقفنا منها, ولذلك فإنني أقوم الآن بإجراء اتصالات عديدة مع الأممالمتحدة, وأمريكا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وقوي عربية وإقليمية كبيرة, للوصول إلي صيغة تخرج العراق من هذه الأجواء. * هل يتم الترتيب لعمل شيء محدد؟ { موقفنا واضح وقد شرحته لممثل الأمين العام للأمم المتحدة عندما اتصل بي من بغداد قبل لقائه مع المالكي, وقلت له إنه لابد من تهدئه الأجواء بالكامل وتأجيل بحث مسألة الاجتثاث لما بعد الانتخابات, أي بأن يستمر جميع المرشحين في الانتخابات, وبعدها تتم مساءلة من نجح منهم بشكل عادل وقانوني, فمن يثبت ارتكابه للجرائم يحاسب, * لا خلاف علي أهمية الانتخابات المقبلة.. لكن البعض يرجع مشكلات العراق إلي نقطة أخري أساسية هي المحاصصة الطائفية في المناصب السياسية؟ { نعم.. وليس سرا أنني تصديت للطائفية السياسية بقوة ورفضت أن أدخل في كيان طائفي سياسي وكنت دائما أتبني المشروع الوطني, ولابد أن تتم إلغاء المحاصصة الطائفية, وإنهاؤها تماما. * في أي طريق يمكن أن يسير الصراع بين العرب والأكراد علي كركوك؟ { عندما كنت رئيسا للوزراء شرعت في تشكيل لجنة سياسية يرأسها شخص عربي لا توجد تحفظات عليه من جميع الاطراف, بحيث تتولي هذه اللجنة البحث عن صيغة لمعالجة هذه المشكلة, لكن للأسف تم إلغاء هذه اللجنة من جانب الحكومات التي جاءت بعد ذلك, وبشكل عام فإن هذه المعضلة قابلة للحل بشرط أن يتم ذلك وفق أساسين: الأول هو الحوار البناء في إطار وحدة العراق, والثاني مراعاة التغييرات السكانية والتاريخية لكركوك, وغيرها من المناطق المتنازع عليها. * كيف تنظر إلي تطور العلاقات العراقية الإيرانية لاسيما بعد النزاع الأخير علي بئر بترول الفكة؟ { هناك مثل شعبي يقول إن المال السائب يشجع الحرامية وهذا ملخص ما حدث في العراق بعد الحرب, حيث طمعت كل القوي الإقليمية في التدخل في شئون العراق, بما في ذلك الجارة إيران, ولاشك أن موضوع بئر البترول تم تمييعه ولم يكن هناك موقف سياسي جيد من جانب الحكومة, وكان يجب أن تؤخذ هذه القضية علي محمل الجد, وأن تتم فتح الملفات بحثا عن الوصول إلي حلول حقيقية للمشكلات العالقة, لكن السياسة الخارجية العراقية أدت للأسف إلي اضطراب علاقات العراق مع كل دول الجوار تقريبا بلا استثناء! * لماذا؟ { هذا السؤال لابد من توجيهه إلي الحكومة نفسها, فهي تلقي الاتهامات علي تركيا وسوريا والسعودية والاردن بالإضافة إلي اضطراب العلاقات مع إيران والكويت.. فكيف يحدث ذلك؟ وعلي أي أساس؟ والعراق لا يمكن أن ينتزع نفسه من محيطه, أو يصبح بلدا عائما في الفضاء بمفرده! * أخيرا... هل نستطيع أن نتوقع أن يكون رئيس الوزراء العراقي المقبل هو الدكتور إياد علاوي؟ { يبتسم قائلا: هذا القرار يرجع للشعب العراقي, وسوف نحترمه, لكن الشيء المفرح هو أن استطلاعات الرأي التي تجريها مؤسسات دولية تشير بوضوح إلي أن التقدم حتي الآن هو من نصيب الكتلة العراقية بفارق جيد.