المجتمع الفرنسي محاصر هذه الأيام بموضوع الهوية.. فبينما كانت لجنة برلمانية تبحث إمكانية حظر ارتداء النقاب باعتباره ظاهرة غريبة علي الثقافة الفرنسية، كان ساركوزي يحتفل بمولد حفيده سولال. وسولال هو أول ممثل للجيل الرابع لعائلة المهاجر المجري الذي جاء الي فرنسا في شتاء عام1948 وتزوج فرنسية انجب منها ثلاثة أبناء.. لتمر الأيام والسنوات ويتولي أحدهم في عام2007 رئاسة الجمهورية الفرنسية ويتحول الي ظاهرة تعرف اليوم بالساركوزية. وذلك كله بغض النظر عن أصوله المجرية. عائلة ساركوزي قد تكون دليلا عمليا علي إمكانية نجاح المهاجرين في الاندماج في المجتمعات الجديدة التي يختارون العيش فيها وان كانت في نفس الوقت باعترافات عميدها تكشف المصاعب التي يواجهها هؤلاء المهاجرون في بلدهم الثاني, فساركوزي الذي اصبح اليوم رئيسا للجمهورية الفرنسية لا ينفي ما تعرض له من إهانات علي مدي سنوات عمره السابقة بسبب الاسم الذي يحمله ويكشف عن أصوله الأجنبية. ورغم تأكيداته انه لم يبال يوما بهذه الإهانات التي كانت تصل إليه عن طريق الخطابات إلا انه أعترف انه ما أختار السياسة عملا له إلا لأنها كانت المجال الوحيد المفتوح أمامه في بلد لا يكون الطريق فيها سهلا إذا كنت ابن عائلة غير معروفة وتحمل لقب' ساكوزي'. فهل لهذا السبب اختار- علي عكس جده الذي ظل فخورا بأصوله المجرية- أسماء أبنائه من القاموس الفرنسي: فابنه الأكبر يدعي بيير والأصغر جون اما لقبهم' ساركوزي' فقد تكفل هو بحل مشكلته عندما اصبح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي! في إسرائيل.. أعط حتي تأخذ! كل شئ يجب ان يكون له مقابل حتي الأعضاء البشرية لم تسلم من هذا المبدأ في دولة اسرائيل, ففي محاولة لتحفيز المواطنين علي التبرع بأعضائهم بعد الوفاة وافق الكنيست علي قانون جديد قدمته الحكومة مؤخرا يسمح لمن يوقع علي إقرار بالموافقة علي التبرع بأعضائه البشرية بعد الوفاة بان يكون له الأولوية في الحصول علي أعضاء الواهبين الآخرين في حالة احتياجه لزرع عضو في حياته. وتأمل الحكومة الإسرائيلية عن طريق هذا القانون في التعامل مع عقلية المواطن الإسرائيلي الذي يعزف عن التبرع بأعضائه حتي بعد وفاته مما جعل نسبة الواهبين في إسرائيل لا تتعدي ال10% في مقابل30% في الدول الصناعية الأخري, حتي ان الشائعات كانت قد ترددت حول قيام الجيش الإسرائيلي بانتزاع الأعضاء البشرية من الموتي الفلسطينيين لاستخدامها في عمليات زرع الأعضاء للمرضي في المستشفيات الإسرائيلية بل ويقال ان فرق الإنقاذ التي شاركت في مساعدة المنكوبين من أهالي هايتي بعد الزلزال المدمر الأخير لم يتم إرسالها' لله في لله' بل كان وراء مهمتها الإنسانية دوافع أخري غير إنسانية بالمرة ألا وهي انتزاع الأعضاء البشرية الصالحة من المتوفين الذين تعدت أعدادهم المائة ألف ونقلها في سرية تامة الي إسرائيل لتخزينها في بنك الأعضاء البشرية. وعودة للقانون الجديد فان الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر هي الاخري من اشد المؤمنين بمبدأ خذ لتعطي قررت المزايدة علي عرضها باضافة بند يعطي لآهل الواهب من المقربين هم ايضا الأولوية علي قائمة الانتظار.. ومين يزود..! ديمقراطية المال والأعمال الخسارة التي مني بها الحزب الديمقراطي الأمريكي في انتخابات ولاية ماساتشوسيتس علي مقعد مجلس الشيوخ والذي كان يشغله السيناتور الراحل إدوارد كيندي ليس الهم الوحيد الذي أرق منام الرئيس اوباما هذا الأسبوع. ففي الوقت الذي أعلن فيه فوز الحزب الجمهوري بهذا المقعد الذي كان علي مدي العقود السابقة حكرا علي الديمقراطيين من عائلة كيندي أصدرت المحكمة الأمريكية العليا قرارا تاريخيا بإلغاء القيود المحددة لتبرعات المؤسسات المالية والصناعية الأمريكية في الحملات الانتخابية. القرار كان له وقع الصدمة علي الرئيس اوباما الذي اعتبره'انتصارا لأصحاب المصالح في الشركات البترولية والبنوك في وول ستريت وشركات التأمين التي ستتمكن بهذا القرار من ممارسة ضغوطها علي واشنطن علي حساب الناخبين الأمريكيين'. وكانت القيود علي حجم المساهمات المالية للرأسمالية الأمريكية في الحملات الانتخابية قد تم وضعها منذ مائة عام في محاولة من جانب المشرع الأمريكي للحد من سيطرة رأس المال علي السياسة الأمريكية التي تلعب فيها جماعات الضغط المختلفة دورا كبيرا مستغلة قدراتها المالية لتحقيق مصالحها الخاصة, مما يعيدنا للتساؤل حول ماهية الديمقراطية في عالم تتنازعه المصالح الشخصية للافراد ويستحيل فيه فصل المال عن السياسة حتي ولو في اكثر الدول تباهيا بالنظام الديمقراطي والمعروفة بسعيها الدؤوب لتعميمه في مختلف أرجاء العالم حتي ولو استلزم الأمر غزو دول وإبادة شعوب.