اشتعلت الحرب الكلامية مجددا أمس بين إيران وإسرائيل, ففي الوقت الذي أعرب فيه المرشد الأعلي للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي عن ثقته في أن العالم الإسلامي سيشهد ذات يوم دمار العدو الاسرائيلي جاء الرد الإسرائيلي أكثر عنفا وحدة من الهجوم الإيراني. وأكد الرئيس شيمون بيريز أن إيران تعتبر مركز الارهاب الدولي, كما اتهم الجمهورية الإسلامية بمحاولة فرض سيطرتها علي الشرق الاوسط. فقد أكد المرشد الأعلي للثورة الإيرانية لدي لقائه مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في طهران أن الضغوط الاسرائيلية المتواصلة لإزالة فلسطين من العالم الإسلامي ستبوء بالفشل. وأعرب عن أمله في أن يشهد العالم الإسلامي اليوم الذي ستنهار فيه الدولة الصهوينية. كما أشاد بالمقاطعة الموريتانية لاسرائيل. مشيرا إلي أن هذه الدولة تشكل خطرا كبيرا علي الإسلام, حيث إنها تسعي للسيطرة علي الإقليم بكامله. وفي برلين, اتهم الرئيس الاسرائيلي النظام الإيراني بالدعوة العلنية لتدمير إسرائيل وإنكار المحرقة الهولوكوست ومنع السلام مع الفلسطينيين وزعزعة استقرار كل من لبنان واليمن وبسط السيطرة علي العراق. كما اتهم إيران بأنها مركز الارهاب في العصر الحالي, مؤكدا أن الإرهاب هو الجناح العسكري لطموحات إيران السياسية, مشيرا إلي أن الايرانيين يتطلعون للسيطرة علي الشرق الأوسط وزعزعة استقرار الأنظمة القائمة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن الوقت قد حان لتشديد العقوبات الدولية علي الجمهورية الإسلامية بسبب عدم شفافية برنامجها النووي ورفضها كل العروض الدولية المطروحة لحل الازمة. وأشارت إلي أن فرنسا ستتسلم الشهر المقبل رئاسة مجلس الأمن الدولي, وهو ما سيفتح الباب أمام جولة جديدة من المفاوضات لبحث فرض عقوبات جديدة علي إيران. وشددت ميركل علي أن بلادها تنظر بجدية إلي مسألة الحفاظ علي أمن إسرائيل وحقها في الوجود وتدافع عنه. ومن ناحيته, أكد وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك أن غياب اتفاق سلام مع الفلسطينيين علي أساس قيام دولتين يمثل تهديدا لمستقبل إسرائيل أخطر من أي قنبلة إيرانية ويرأس باراك حزب العمل المنتمي ليسار الوسط وهو أكثر الاحزاب اعتدالا في الحكومة الإسرائيلية التي يسيطر عليها اليمين. وقال باراك في محاضرته بإحدي الجامعات الإسرائيلية أنه في غياب حل يشمل دولة اسرائيلية واخري فلسطينية فإن أي وضع آخر.. وليس قنبلة ايرانية او اي تهديد خارجي أخر يكون أكثر تهديدا لمستقبل اسرائيل. وعلي صعيد آخر, اعلن رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني أمس لدي وجوده في الكويت أنه علي دول الخليج أن لاتسمح للولايات المتحدة باستخدام القواعد العسكرية علي اراضيها لشن هجمات علي ايران. وفي واشنطن, أعلن هاري ريد زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي أن المجلس قد يصوت خلال الأسابيع المقبلة علي عقوبات ضد إيران بهدف اجبار طهران علي تلبية مطالب المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي وقال ريد أنه ونظيره الجمهوري ميتش ماكونيل مصممان علي إيجاد وقت لتصويت كهذا. وستهدف هذه العقوبات إلي حرمان الجمهورية الإسلامية من الوقود, خصوصا أنها تستورد40% من هذه المادة لأنها لاتملك مايكفي من مصافي التكرير. ويبدو أن المجتمع الامريكي لايتفق حتي الآن حول هذه العقوبات, فقد حذرت غرفة التجارة الامريكية وجماعات أخري لرجال الأعمال البيت الأبيض من أن خطط الكونجرس لتشديد العقوبات الأمريكية علي ايران تهدد بتقويض المصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة. وقالوا في رسالة موجهة إلي كبار مسئولي البيت الابيض العقوبات المقترحة ستحفز علي منازعات اقتصادية ودبلوماسية وقانونية مع حلفاء الولاياتالمتحدة وقد تحبط الجهود المشتركة ضد إيران. وعلي الصعيد الداخلي. أكد زعيم المعارضة الايراني مهدي كروبي أنه سيواصل الكفاح من أجل إجراء انتخابات جديدة في إيران بعد أيام قليلة من اعترافه بالرئيس بأحمدي نجاد كرئيس للحكومة.