تفجرت ردود الفعل العالمية حول تسريب وثائق ويكيليكس, حيث تفاعلت إسرائيل مع التسريبات بهدوء, بينما أغضبت ألمانياوفرنسا وتركيا, في الوقت الذي رفضت فيه بعض الأطراف التعليق. كما تعهدت استراليا مسقط رأس مؤسس ويكيلكيس جوليان آسانج بمساندة الولاياتالمتحدة في أي عمل قانوني تقوم به ضد الموقع الالكتروني, وقد رفضت الأممالمتحدة التعليق علي نشر الوثائق, مؤكدة أنها تعتمد علي الدول الأعضاء والحصانة الممنوحة للمنظمة الدولية. وأعربت تل أبيب عن رضاها من أن الموقف حول إيران موحد سواء في العلن أو خلف الأبواب المغلقة. وأكد مسئول رفيع بالحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل أعربت مرارا عن قلقها حيال البرنامج النووي الإيراني. وقال مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي إن تسريبات ويكيليكس تمثل مكاسب غير متوقعة علي صعيد العلاقات العامة بالنسبة لإسرائيل. وفي لندن- من مراسل الأهرام: تنذر الوثائق المسربة إلي موقع ويكيليكس بأزمة دبلوماسية بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وتكشف الوثائق رؤية أمريكية تقلل من شأن ديفيد كاميرون رئيس الحكومة الائتلافية الحالية.وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الحكومة الأمريكية انتقدت سياسيا كاميرون انتقادات خطيرة. وتقول الوثائق إن إدارة باراك أوباما والسفير الامريكي في لندن لم تكن تقيم وزنا كبيرا أو تحمل تقديرا عاليا لرئيس الوزراء البريطاني.وتشير الجارديان إلي أن الوثائق تتضمن أيضا انتقادات مدمرة للعمليات العسكرية البريطانية في أفغانستان. كما طلبت بعض البرقيات الصادرة عن الخارجية الأمريكية من الحكومة البريطانية معلومات استخباراتية محددة عن بعض أعضاء مجلس العموم البريطاني.وتمس الوثائق أيضاالأسرة المالكة البريطانية. وتشير بعض المراسلات إلي انتقادات أحد أفراد الأسرة المالكة البريطانية لتهكمه علي السفير الأمريكي في لندن. وتشير تقارير صحفية بريطانية إلي أن المقصود هو الأمير أندرو دوق يورك نجل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.وقد نددت الخارجية البريطانية بتسريب ونشر الوثائق وقالت إنها ستضر بالأمن القومي ولاتخدم المصالح القومية وتضع أرواحا في خطر. وقال متحدث باسم الوزارة بيننا وبين الحكومة الأمريكية علاقة قوية وسوف تستمر. وفي برلين- من مازن حسان: سببت الوثائق الدبلوماسية الأمريكية السرية التي سربها موقع ويكيليكس و نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية جزءا منها في عددها الجديد يتعلق بمراسلات سرية للسفارة الامريكية في برلين استياء واسعا بين السياسيين و الدبلوماسيين الألمان, ووصفها عدد كبير منهم بأنها أضرت بالعلاقات الألمانية الأمريكية علي المدي البعيد, بينما رفض السفير الأمريكي في برلين فيليب ميرفي الاعتذار عما جاء في المراسلات من انتقادات للمستشارة الألمانية و أعضاء حكومتها. ووصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البوندستاج الألماني روبرشت بولنس نشر هذه المراسلات بأنه تسبب في هزة عنيفة لعلاقة الثقة التي تربط بين برلينوواشنطن وأن الولاياتالمتحدة ستبذل جهدا كبيرا لاستعادة هذه الثقة من جديد. وذكرت دير شبيجل ان من بين الوثائق المسربة نحو 1719 وثيقة دبلوماسية سرية من السفارة الأمريكية في برلين ترسم صورة سلبية لحكومة المستشارة انجيلا ميركل, وتتضمن ايضا آراء سلبية في ابرز السياسيين مثل وزير الخارجية فيسترفيله. ومن بين الرسائل التي أرسلها السفير الأمريكي الحالي فيليب ميرفي لبلاده رسالة انتقد فيها ميرفي فيسترفيله ووصفه بأنه غير كفء ومتغطرس ومعاد لأمريكا, وانه يحتاج لتعميق معلوماته عن السياسة الخارجية فليست له خبرة دولية وان المستشارة الألمانية اكثر دراية وخبرة منه في الشئون الدولية. غير ان المراسلات الأمريكية انتقدت ميركل واصفة إياهها ب ميركل تيفال في نقد ساخر لعدم تأثرها.بأية انتقاداتتوجه لها ولسياستها. وعلي الصعيد الداخلي في المانيا يدور جدل واسع لمعرفة هوية السياسي الليبرالي الذي ذكرته المراسلات الأمريكية والتي تقول إنه كان ينقل للدبلوماسين الأمريكيين ما يدور أثناء مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية الحالية عام 2009. وفي باريس, أعربت فرنسا عن تضامنها مع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بفضيحة الوثائق, معتبرة أن نشر الموقع لمثل هذه الوثائق يمثل تهديدا.وأشار المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان إلي أن فرنسا تتضامن مع الولاياتالمتحدة في رغبتها بتجنب ليس فقط الإضرار بسلطة الدول, وإنما أيضا فيما يتعلق بتعريض حياة رجال ونساء عملوا في خدمة البلد للخطر. وأضاف باروان أن السلطات الأمريكية أبلغت الحكومة الفرنسية بحقيقة هذه الوثائق.وفي روما, أفادت وسائل إعلام إيطالية اليوم أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ضحك ساخرا من الوثائق التي وصفته بأنه عاجز وغير فعال.ووصف وزير الدفاع الإيطالي إجنازيو لا روسا هذه التسريبات بأن معظمها من قبيل النميمة. كما أكصدت باكستان أن نشر الوثائق دبلوماسية أمريكية سرية تظهر مخاوف واشنطنولندن بشأن أمن برنامجها النووي. وقال عبد الباسط المتحدث باسم الخارجية الباكستانية إنني أدين ذلك إذ أنه ما كان ينبغي الكشف عن مثل تلك الوثائق الحساسة بهذه الطريقة.
