السؤال طرحته وأجابت عليه تلميذة في الصف السادس الابتدائي وتصورت أن يكون هذا الديكور بيوات جميلة ومتناسقة وشوارع نظيفة وواسعة واعمدة انارة وحدائق مزهرة ومدارس أنيقة جميلة نظيفة. هذا السؤال,ه و واحد من أكثر من عشرين حلما وأملا وفكرة وتساؤلا وعتابا طرحه اطفال احدي المناطق الشعبية وهم تلاميذ في مدرسة6 اكتوبر الابتدائية بمنطقة بولاق الدكرور في احتفالية بساقية الصاوي الثقافية بعنوان حكاوينا, وبجانب العنوان الكبير كتبوا بأيديهم كلمات( حلمنا ياريت كان نفسي لو كان بس إفهمونا اسمعونا) وكأنهم يقولون إنقذونا, هذه الاحتفالية نظمتها جمعية المرأة والمجتمع عضو شبكة ترابط حقوق المرأة في إطار أنشطة مناهضة العنف التي تتبناها الشبكة, وهي الاحتفالية التي كانت نتاج تعاون مع وزارة التربية والتعليم والمعنيين بتطوير التعليم خاصة الادارة المحلية بالجيزة والتي بدأ الحل معها في مشروعات جودة التعليم منذ عام92, كما قالت سهام نجم رئيسة مجلس ادارة الجمعية, التي أوضحت أن الاهتمام بالاطفال سببه أنهم أول ضحايا العنف سواء المؤسسي أو الاسري, لذا كان الاقتراح بأن نستمع للاطفال ليعبروا عن رؤيتهم من واقع تجاربهم الشخصية أو تجارب أصدقائهم والمحيطين بهم. وقد تخلل عرض الاطفال لتجاربهم مجموعة من الاغاني التي أثرت العرض, حيث تنوعت بين اغاني التفاؤل والعتاب والاعتزاز بمصريتهم في توافق وتناسق مع التجارب التي تنوعت بين معاناة من التفرقة في الاسرة بين الاناث والذكور وتفضيل الذكور عن الاناث, والتفرقة في المدرسة بين من يأخذ درسا خصوصيا أو مجموعة تقوية وغيرهما, وعنف المدرس مع التلاميذ الذي يتنوع بين التخويف بحجرة الفئران الي السب والضرب, وأيضا المعاناة من مشاكل الابوين ومشاجراتهما وانعكاسها علي الابناء, أما الاحلام والآمال فلم تخل من التفاؤل الذي تحيطه بعض العقبات مثل تلميذ يحلم بأن يصبح لاعب كرة يحقق البطولات ويرفع اسم بلده ويسعد100 مليون مصري, لأنه يتوقع ان يصبح هذا الرقم هو تعداد مصر عندما يكب,ر وآخر الاحلام كانت لطفلة تتمني أن تصبح مهندسة ديكور وتشارك في عمل ديكور لمصر..وتحلم وتتصور رغم أنها تعرف صعوبة مهمتها. وقد عقب الشاعر شوقي حجاب علي العرض بوصفه بحالة فنية جميلة وايقاع لم يدع مجالا للملل, وابدي اعجابه الشديد بالاسلوب الذي عبر به الاطفال لانه يتميز بالبراءة والجرأة التي وصفها باللماضة الجميلة, وأنهم عبروا عن مشاكلهم العميقة المؤلمة بأسلوب ساخر وابتسامة دون نكد أو تشنج أو تجاوز وممارسة لحق التعبير عن الذات وإبداء الرأي وهو مايؤكد أنهم أبناء أمة حضارية. أما الفنانة سميرة عبد العزيز فقد اشادت بأداء الاطفال الذي تميز باقتدار دون ارتباك او ضعف وبتلقائية رائعة. وقالت ان المشاكل التي عرضها الاطفال هي نتيجة الضغوط التي يعانيها الكبار, وأن هناك تقصيرا من المسئولية تجاه الآباء من حيث محاولات تخفيف هذه الضغوط وتعريفهن بأساليب التربية السليمة, وأيضا تقصير تجاه المعلم الذي لايتم تقديره ماديا ولا أدبيا فيلجأ الي الدروس الخصوصية لزيادة دخل, أو للعنف لاثبات ذاته وان كان ذلك ليس مبررا الا أنه للأسف هو الواقع.