عقدت الدول الصديقة لهايتي في مونتريال أمس اجتماعا طارئا للتشاور بشأن تقديم المساعدة الفورية للبلد الذي دمره زلزال قوي في12 يناير الحالي, وللاتفاق علي برنامج إعادة إعمار يقود الي قيام هايتي جديدة مختلفة عما كانت عليه قبل الكارثة. وتعبير هايتي جديدة طرحه رئيس وزراء هايتي جان ماكس بيلريف, الذي سيشارك في المؤتمر الي جانب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير وممثلين عن إسبانيا واليابان وعدد من دول أمريكا اللاتينية, لإطلاق مشروع مارشال لهايتي, وقبيل انعقاد المؤتمر, اعتبر بيلريف أنه من المبكر جدا الحديث عن كلفة إعادة الإعمار, وأضاف: تميز مشروع مارشال بأنه كان صنيعة الجنرال مارشال, أما أنا فأريد مشروعا هايتيا. جاء ذلك في الوقت الذي توقع فيه المهندس الجيولوجي الهايتي كلود بريبوتي حدوث الزلزال المدمر قبل شهر من حدوثه, داعيا الي إخلاء العاصمة من السكان, وأشار الي أنه منذ عشرين عاما يتحدث عن هذا الموضوع من دون جدوي, مؤكدا ضرورة إخلاء بورت أو برينس من السكان في مواجهة مخاطر زلازل مقبلة. وقال هذا الخبير الذي يعمل في مكتب المناجم والطاقة: نحن نجلس علي برميل بارود, وكان بريبوتي قد حذر قبل أقل من شهر من الزلزال في صحيفة لونوفيليست الهايتية من هدوء ظاهري تواصل الطاقة خلاله تراكمها في الأرض, مؤكدا أنه عندما تتفجر هذه الطاقة ستكون النتائج كارثية للمنطقة. لكنه اعترف بأن الأمر حتمي لكن لا يمكن التكهن بوقت وقوعه, موضحا أنه في لوس أنجلوس نفسها يتوقعون زلزالا كبيرا لكنهم لا يعرفون متي سيحدث. وبينما رأي معهد الجيوفيزياء الأمريكي أن احتمال حدوث هزات أرضية تبلغ شدتها ست درجات بعد شهر من الزلزال الأخير لا يتجاوز ال25%, يخشي بريبوتي أن يتحرك الصدع البالغ طوله250 كم والمشقوق علي امتداد خمسين كيلومترا فقط, شرق بورت أو برينس أيضا, وفي غضون ذلك, أفاد المعهد الأمريكي للجيوفيزياء أن هزة ارتدادية بقوة4,7 درجات ضربت هايتي الذي أسفر عن مقتل150 ألف شخص علي الأقل. وعلي الصعيد الميداني, أوقف فريق الإغاثة الفرنسي خلال الليل عملية البحث عن ناج محتمل بعدما أعلن رصد حركة تحت الانقاض. وقال الكومندان صامويل برنيس من الدفاع المدني, انه تم وقف البحث وأن الرادار لم يعد يلتقط شيئا, عثرنا علي جثة يتآكلها الدود, ربما لذلك كانت تصدر حركة. وبدأت فرق البحث والانقاذ التي أرسلتها عدة دول والمجهزة بمعدات خفيفة في المغادرة فيما باشرت الفرق التي أحضرت تجهيزات ثقيلة للحفر ورفع الركام العمل علي إزالة الحطام, وفي العاصمة تزايدت عمليات النهب مع قيام الجرافات بإزالة أنقاض المتاجر المنهارة, أمام أنظار رجال الشرطة العاجزين الذين قضي العديد منهم حتفه في الكارثة فيما اغتنم مجرمون الفرصة للفرار من السجون. فقد نجح تشارلي سيمبسون الذي كان قد توجه في جولة علي دراجة هوائية بجمع500 ألف جنيه استرليني, من اقناع مئات الأشخاص بتقديم هبات عبر الانترنت. جاء ذلك في الوقت الذي تواصلت فيه الانتقادات الدولية لإرسال قوات أمريكية الي هايتي, فقد انتقد رئيس هيئة الدفاع المدني الايطالية وجود عدد كبير من الجنود الأمريكيين في هذه الدولة, وأشار الي أن هؤلاء الجنود ليسوا مدربين علي القيام بعمليات إغاثة مدنية, مطالبا الأممالمتحدة بالإعلان عن إجراء يتم اتخاذه عند وقوع كوارث طبيعية كبيرة, بينما تنكر وزير الخارجية الإيطالية فرانكو فراتيني من النقد الحاد لرئيس قوات الدفاع المدني, مشيرا الي أن الحكومة لا تعترف بأقواله.