كتب : أحمد عبدالفتاح لقد شرع الله عز وجل الأعياد ليس فقط للترويح والترفيه ولكن ايضا لتوطيد العلاقات الاجتماعية وصلة الرحم ونبذ الخلافات بين المسلمين وتوحيد صفوفهم والتقرب الي الله وشكره علي تمام نعمته التي لاتحصي وتوفيقه لنا علي حسن عبادته. ويوضح الدكتور عبدالغفار حامد هلال الاستاذ بجامعة الأزهر ان عيدالاضحي المبارك يذكرنا بفضل الله تعالي علي الناس جميعا ليتذكروا التضحيات التي وقعت من الأنبياء والرسل الكرام كإبراهيم الخليل وإسماعيل عليهما السلام ويعلمنا الطاعة لله ولرسوله وطاعة الوالدين فيما أمر الله عز وجل به كما قال إسماعيل لأبيه يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ومن ثم فعلينا أن نقدم الأضحية استجابة لأمر الله وذكر الله كما قال تعالي ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير وهذا يعودنا علي العطاء والجود والتضحية. وفي العيد رمز للتوبة والرجوع الي الله تعالي وان يكون توحيد الله تعالي وعبادته هو الهدف الاسمي من هذه الحياة وعلي المسلم أن يخلص نفسه من الآثام بالاستغفار وطلب الرضا من الله كما قال تعالي فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به والعيد يعلمنا ان يكون عملنا لصالح الأمة عملا جماعيا يقوم علي توحيد الصف ونبذ الخلاف لتكون الأمة مجموعة واحدة متجانسة تتشاور وتضع الخطط لما يوحدها اقتصاديا وثقافيا وعلميا وسياسيا لا عدوان علي احد ولا ظلم لأحد كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامريء مال أخيه إلا عن طيب نفس منه ألا هل بلغت اللهم فاشهد فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنة نبيه. ويعلمنا هذا العيد ان نكون متعاونين متحابين لا يتعالي بعضنا علي بعض بالمال أو الأحساب والأنساب كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم لافضل لعربي علي أعجمي ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي وفي العيد يجب صلة الرحم وإدخال البهجة والسرور علي الناس وقد قال سبحانه في الحديث القدسي أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته. وعلينا أن نبادل الناس الوئام والوفاق وأن نفرج عن الناس همومهم خاصة الفقراء والمساكين وان نحاول الارتباط بالمسلمين في كل مكان من أرض الله, وليكن للمسلمين خطة عمل للقاء مشترك والاتحاد, وهم والحمد لله يملكون كل مقومات الاتحاد من العقيدة واللغة والثقافة والحضارة.