'لا نشاور أحدا في قتل الأمريكيين فقتال الشيطان لا يحتاج إلي فتوي ولا يحتاج إلي مشورة وقتالهم واجب وقد وصلنا وإياهم إلي إما نحن وإما أنتم. كان هذا ما جاء علي لسان أنور العولقي أحد أهم المطلوبين الآن في الولاياتالمتحدة في رسالة مصوره بثت عبر الإنترنت.ويعد العولقي أحد أهم قيادات تنظيم القاعدة الآن والملهم الروحي للتنظيم كما وصفته المباحث الفيدرالية الأمريكية حيث يتبع أسلوبا جديدا ومتطورا لتجنيد وبث أفكار تنظيم القاعدة في عقول الشباب من خلال الرسائل التي يبثها عبر الإنترنت ويدعو فيها إلي قتل المسئولين الغربيين ولذلك لقب أيضا ببن لادن الإنترنت. وقد انزعجت أجهزة المخابرات والدوائر السياسية في الولاياتالمتحدة بعد أن اكتشفت أن تجنيد إرهابيين جدد يحملون أفكار تنظيم القاعدة أصبح يتم عن طريق الإنترنت للتأثير علي عقول الشباب بأفكار تدميرية تجعل من يستجيب لهم يتحول إلي آلة قتل. وتبين أن العولقي المولود في الولاياتالمتحدة ويجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة يقوم بهذا الدور واستطاع بالفعل تجنيد أفراد لم يلتق بهم علي الإطلاق. كما تم الكشف عن تورطه في عمليات إرسال الطرود الناسفة لدول متفرقة في أوروبا مما لفت الانتباه إلي تعاظم المخاطر التي تهدد نظام الأمن الدولي لحماية طائرات الشحن خاصة وأنه يتم نقل نحو37 مليار كيلو جرام من البضائع سنويا عن طريق طائرات شحن حول العالم بخلاف ما يتم شحنه مع المسافرين في طائرات الركاب والذي يصل إلي حوالي3 مليارات كيلو جرام في الولاياتالمتحدة وحدها. وجاء اكتشاف طريقة' التجنيد عن بعد' والتي يتبعها العولقي بعد اعتقال الفتاة روزانرا شودري البالغة من العمر21 عاما أثناء قيامها بطعن عضو مجلس العموم البريطاني ستيفن تيمز وإصابته بجروح خطيرة انتقاما منه لتأييده الحرب علي العراق. وتبين أن شودري كانت قد تأثرت بأفكار العولقي التي شاهدتها علي الإنترنت ودعا فيها إلي قتل الغربيين ثم تأكدت خطورة العولقي أكثر للسلطات البريطانية بعد أن تبين أنه أحد الاشخاص الرئيسيين وراء محاولة نسف طائرة شحن بريطانية بإرسال طرد ناسف إلي بريطانيا عن طريق هذه الطائرة. وقد نقلت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية عن مسئولين يمنيين أن العولقي والذي ينتمي إلي تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية مقيم في اليمن الآن في منطقة مثلث الشر وهي ثلاث مناطق جبلية وعرة يتحصن فيها العولقي مع رجاله من تنظيم القاعدة وتشبه إلي حد كبير جبال تورابورا في أفغانستان. وكانت السلطات البريطانية قد بدأت تحقيقا مع مسئولين ينتمون إلي منظمة لها علاقات وثيقة بالعولقي تسمي منظمة' مساجين داخل القفص' حول إذاعة أكثر من عشرين مقالا للعولقي علي موقعها علي الإنترنت وكانت هذه المنظمة قد أنشئت دفاعا عن المعتقلين في جوانتانامو ويرأسها سجين سابق في جوانتانامو يدعي معظم بيج والذي قال في التحقيق إنه بعد أن تبين أن العولقي وراء إرسال الطرد الذي كان يهدف إلي نسف الطائرة البريطانية فإن المنظمة أعلنت تبرأها من علاقتها معه لأنها ضد قتل المدنيين لكن السلطات مازالت تشك في أن العلاقة بين المنظمة والعولقي مازالت قائمة. وكانت منظمة' مساجين داخل القفص' قد تعودت في الماضي دعوة العولقي إلي بريطانيا لإلقاء محاضرات لكن تم منعه من دخول بريطانيا بعد أن تكشفت نشاطاته الإرهابية ضد المدنيين.وزاد من حالة القلق في بريطانيا من نشاطات العولقي ما توصل إليه مسئولو مكافحة الإرهاب من أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ينوي شن هجمات أخري ضد بريطانيا خلال الأشهر الستة القادمة. وقد أدت هذه التطورات إلي قيام وزيرة الأمن الداخلي البريطانية البارونة نيفل جونز إلي مطالبة إدارة الرئيس أوباما باتخاذ إجراءات مشددة ضد مواقع الإنترنت التي تبث تسجيلات لتنظيم القاعدة بعد أن أصبحت هذه الطريقة تبث أفكار القتل وتحرض الشباب علي قتل المدنيين. وبالرغم من العمليات الإرهابية المتكررة من جانب تنظيم القاعدة إلا أن العولقي أصبح الآن معروفا أكثر بين قيادات التنظيم ويقود نحو أربعين إرهابيا مواليا له استوطنوا تلك المناطق الوعرة في جبال اليمن. أما خطورته في بث الرسائل عبر الإنترنت فإنها راجعة إلي قدرته في توجيه خطاباته باللغة الإنجليزية التي يجيدها بحكم مولده في الولاياتالمتحدة ودراسته فيها. لقد بدأت تظهر تنظيمات عديدة تنسب نفسها إلي تنظيم القاعدة علي الرغم من عدم ثبوت وجود علاقة تنظيمية بينها وبين القاعدة وكان أبرزها بخلاف التنظيم الموجود في اليمن المجموعات التي ظهرت في الغرب العربي والعراق. ويعتقد الخبراء أن بعض هذه التنظيمات تستخدم نفس الأسلوب الذي أوجدته القاعدة في أفغانستان وهو إعلان الحرب علي الغرب وقتل المدنيين ورغم اختلاف أسباب نشاطها الإرهابي من بلد لآخر لكنها في النهاية تتبع نفس الأسلوب. وقد أنتجت أفكار هذه الجماعات ظاهرة العولقي والذي لا يعتمد علي التجنيد المباشر للإرهابيين إنما علي تحريضهم من بعيد دون أن يلتقوا به. وتعتبر أجهزة الأمن البريطانية أن تجنيد الفتاة شودري يعد نموذجا للانقلاب الذي يمكن أن يحدث للأشخاص الذين يشاهدون العولقي ويتأثرون بأفكاره فقد كانت شودري طالبة متفوقة في جامعة كينجز كولرج البريطانية وعلي وشك التخرج وفجأة تركت كل ذلك قبل أسابيع من امتحانها النهائي لتنغمس بكل عقلها في خطتها التي نفذتها بالفعل بمحاولة قتل عضو مجلس العموم البريطاني تيمز, وعندما سئلت في التحقيق عن أسباب محاولتها قتله قالت لكي أنتقم منه لتأييده الحرب علي العراق.