الأقصر محمود النوبي: علي الرغم من التوجيهات المشددة لوزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي للمستشفيات باستقبال الحالات المرضية الطارئة وعلاجها علي نفقة الدولة, إلا أن إدارة مستشفي الأقصر الدولي ترفض السماح بدخول وعلاج المرضي الفقراء وتشترط عليهم دفع رسوم العلاج قبل التصريح لهم بدخول المستشفي. بل والإقرار كتابة بتحمل المريض العلاج علي نفقته الخاصة. يقول الدكتور أحمد نبيه جادو أخصائي أمراض الباطنة بمستشفي الأقصر الدولي ان ضميره كطبيب يرفض الصمت علي هذه المخالفات التي تؤدي إلي ازهاق الأرواح دون ذنب جنته. يضيف جادو إننا كأطباء نعرف أن العلاج علي نفقة الدولة داخل المستشفي يشمل الحالات الطارئة مثل الجلطات وغيرها, ويسمح بدخول المريض بالبطاقة الشخصية خاصة المثبت بها أنه لايعمل ولا يخضع لأي نظام علاج تأميني معين, وهنا يتحمل المستشفي جميع نفقات العلاج, لكن الموضوع الأخطر أن إدارة مستشفي الأقصر الدولي تصر علي عدم دخول المريض من ذوي الحالات الحرجة المستشفي في حالة عدم قدرته المالية علي دفع مصاريف العلاج بالمستشفي, وهو الأمر الذي يتعارض مع مبدأ توفير الخدمة الطبية للمريض دون النظر للحالة المالية, إلا أن الإدارة الحالية بحسب كلام الطبيب جادو تضرب بهذا الأمر عرض الحائط. ويستشهد بعدة أمثلة لحالات مرضية للتدليل علي كلامه ومنها حالة المواطن جمال محمود محمد( عامل زراعي) تنطبق عليه حالة العلاج علي نفقة الدولة, والمريض سيد بسطاوي لا يعمل حيث تأخر إجراء التحاليل له لاشتراط دفع الرسوم والتي بلغت005 جنيه, وللأسف أصرت إدارة المستشفي علي ضرورة دفع المريض مبلغ007 جنيه رغم وفاته, كذلك المريض أحمد إبراهيم سليمان مزارع دخل المستشفي يوم12 أكتوبر الماضي من العام الجاري مصابا بقئ وغيبوبة كبدية تم إلزامه بدفع مبلغ005 جنيه ارتفعت عند خروجه إلي816 جنيها. ويسرد الدكتور جادو العديد من القصص الدرامية حول التعسف مع المرضي الفقراء الذين لفظ العديد منهم أنفاسه علي بوابة الدخول دون رحمة أو شفقة, مؤكدا أنه كطبيب بالمستشفي كان يعترض علي هذه الإجراءات التي تمارس ضد هؤلاء المرضي الفقراء وكان جزاؤه النقل أو الوقف والإحالة للتحقيق. ويذكر الطبيب حالة المريض سعد طنطاوي أحمد عامل أرزقي علي سبيل المثال وصل إلي غرفة الطوارئ بالمستشفي الساعة51.2 صباحا تحويلا من مستشفي إسنا وكان يعاني من حالة فشل كلوي حاد وتكرر معه نفس الأمر وطالبوه بدفع مبلغ005 جنيه مصاريف دخول المستشفي. ويضيف أن هذه الحالة كانت سببا في إخلاء طرفي من العمل بالمستشفي بعد أن أوضحت كطبيب أن دخول المريض المستشفي بناء علي تقدير حالته الحرجة وليس إجراء تحاليل وظائف الكلي لأنه قد يكون المريض في غيوبة سكر أو فشل كلوي وفي مثل هذه الحالات ربما يفقد المريض حياته خلال دقائق, إلا أن السيد مدير المستشفي صمم علي ضرورة إجراء التحاليل أولا وهو ماترتب عليه إجراء التحاليل بعد مرور54 دقيقة من دخول المريض, فتوفي بعد الدخول ب02 دقيقة فقط, الطبيب أحمد نبيه جادوبين يديه رزمة من الأوراق والشكاوي والمستندات التي أراد أن يدلل بها علي معاناة المواطنين الفقراء مع إدارة المستشفي رغم كونه أحد أطباء هذا الصرح العظيم.