تحقيق - أحمد طاهر: تؤثر البرامج الرياضية سواء كانت رسمية أو خاصة فى اتجاهات الرأى العام للناس على اختلاف ميولهم ومنها من يلتزم بالأداء المهنى وهم قليل. بينما يلجأ الأغلبية إلي خلق نوع من الإثارة ومعالجة القضايا بأسلوب خاطيء يميل إلي التناقض والازدواجية في تناول الموضوعات لاحداث نوع من البلبلة من أجل الحصول علي أكبر قدر من الاعلانات التي تعد السبيل الوحيد لاستمرار برنامجه في القناة التي يعمل بها. بعيدا عن الحرفية. وحول هذا الموضوع يقول كامل البيطار الاذاعي الكبير إنه لافرق في نوعية البرامج الرياضية التي تقدم سواء التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون أو القنوات الخاصة, فالمضمون واحد والأفكار متشابهة, وليس هناك تجديد في أي منها لدرجة أنك تجد ضيفا بأحد البرامج يتكلم في موضوع ما, وتجده في اليوم التالي في قناة أخري يتحدث عن الموضوع نفسه, وهذا أكبر أنواع الافلاس المهني, ولا أدري لماذا وصلنا إلي هذا الحال المذري. أضف إلي ذلك أن أكثر مقدمي البرامج غير مؤهلين للظهور علي الشاشة ولايعرفون خطورتها لأنها أمانة, ومن لايعرف قدر تلك المسئولية عليه أن يتدرب أولا ويسلك الطريق العلمي بدءا من الدراسة الشفوية والتحريرية, مرورا بالالمام التام بقواعد اللغة العربية وإحدي اللغات الأجنبية قراءة وكتابة ومحادثة, ثم وصولا للمثول أمام الميكروفون لمدة سنة علي الأقل بدون الظهور علي الشاشة وإنما رؤية الزملاء ذوي الخبرة قبل مواجهة الناس علي الشاشة, مشيرا إلي أن كلمة اعلامي أصبحت تطلق علي أي شخص سواء كان لاعبا أو مدربا أو غير منتم للعمل الاعلامي. أما الغريب في الأمر أن الاعلام المكتوب يطلق علي هؤلاء الساقطين من الفضاء أنهم مذيعون. وأتذكر أنني عندما تقدمت عام59 من القرن الماضي كنت من بين2268 شخصا خضعوا للاختبار المهني ونجح منهم3 فقط كنت واحدا منهم, ولذلك أناشد المسئولين أن يكون هناك ضوابط ومعايير محددة لتقييم من يظهر علي الشاشة لضمان عدم تكرار ما حدث من أخطاء خاصة في مباريات كرة القدم. أما الاعلامي الكبير حمدي الكنيسي فيؤكد: القنوات الرياضية بقدر ما أفادت الرياضة من ناحية الانتشار إلا أنها انزلقت في أخطاء مهنية وأخلاقية منها أن20% فقط من وقت البرنامج يخصص للتحليل الفني علي مباريات الكرة والأحداث المرتبطة بها, بينما تتفرع لإظهار المشاكل وإثارة الناس وتأجيج الصراعات بين اللاعبين والأندية في الجزء الأكثر من وقت البرنامج, مما يؤكد غياب المهنية والاحترافية في البرامج الرياضية التي تؤثر سلبا علي أفكار الناس وزيادة حدة التعصب, بالإضافة إلي أن معظم تلك البرامج تعالج القضايا الرياضية بانفعال شديد, ناهيك عن الخطأ الفادح الذي يقع فيه الغالبة وهو نقل أخبار غير دقيقة وصحيحة عن الأندية وتصريحات تنسب خطأ للاعبين وأحداث مباراة مصر والجزائر في أم درمان كانت خير دليل علي صحة هذا الكلام, ويكفي أنها كادت تودي بالعلاقة الأزلية بين الشعبين الشقيقين, فلا يليق أبدا أن تتسبب عدة برامج تليفزيونية وانزلاق البعض خلالها في التأثير علي علاقة الدم التي تربط بين الشعبين. ويكفي القول إن سقطات البعض أدت إلي تأجيج المشكلات وتصاعدها بدون داع, نظرا لفشل البعض في كيفية إدارتها مثل أزمة شوبير مرتضي, وأحمد رفعت ومحمد حازم إمام, ناهيك عن مباراة الأهلي والترجي الأخيرة لولا رد الفعل المؤدب والعاقل من جانب مسئولي الناديين. واختتم الكنيسي كلامه قائلا إن التعليم والتثقيف الحل الأسرع لرفع المستوي المهني لمقدمي البرامج مما يؤدي إلي تحسين الذوق العام وتعميق مفهوم وقيمة الرياضة.