ما من أحد منا يذهب إلي الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج يغيب عن ذهنه للحظة زيارة حبيب الأمة صلي الله عليه وسلم وشفيعها عند رب العالمين, يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم . محب لله ولرسوله وللناس ومخلص لدينه ووطنه وعمله وعلي الزائر للنبي صلي الله عليه وسلم أن يتطهر ويتحلي بأجمل ثيابه استعدادا للمقابلة المرجوة ثم يدخل المسجد في سكينة سائلا الله المغفرة والرحمة ويصلي ركعتين تحية المسجد في الروضة الشريفة إن استطاع بدون إيذاء لأحد وإلا فليصلهما في أي مكان من المسجد, ثم يتجه إلي القبر الشريف من ناحية القبلة ويجعل وجهه وصدره إليه وظهره إلي القبلة وفي خشوع المؤمن يلقي التحية: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.. ثم يقرأ إن تذكر قول الله تعالي: إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ثم صل عليه ماشاء الله لك أن تصلي وتذكر تقصيرك في اتباعه وتهاونك في العمل بسنته وتفريطك فيما دعاك إليه وهو الذي جعله الله لك أسوة حسنة, ثم اعترف لله تعالي بذنبك وأستغفره منه واسكب أمامه ماشئت من العبرات وادع لنفسك وأهلك ووطنك وأمتك, ثم اتجه إلي يمينك لتكون أمام صاحبي النبي أبي بكر وعمر صلي الله عليه ورضي عنهما فسلم عليهما ولك أن تعود إلي مكانك الأول في مواجهة الرسول صلي الله عليه وسلم وأكثر من الثناء علي الله والصلاة علي رسوله الكريم استجابة لقوله صلي الله عليه وسلم من صلي علي عند قبري سمعته ثم ادع الله بما تشاء حتي إذا حان وقت الرحيل توجه إلي القبر الشريف فسلم علي ساكنه صلوات الله وسلامه عليه. إن زيارة النبي صلي الله عليه وسلم حبيب الأمة فضيلة دعت إليها الاحاديث الكثيرة وفي توجيه قرآني يقول الله تعالي: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وأكاد ألمح في الآية الكريمة توجيها لمن ظلم نفسه ولمن هو من أصحاب الخطايا أن يقبل علي النبي المصطفي الشافع المشفع ليستغفر الله في حضرته ويسأله تعالي أن يشفعه في ذنوبه وما أثقل ظهره من أوزار رجاء أن تدركه رحمة به والله تعالي أعلي وأعلم.