التوحيد والدعوة لعبادة الله الواحد الأحد كانت قضية كل الأنبياء, لأنهم يأخذون من منبع واحد ويهدفون لغاية واحدة وهذا قول الله سبحانه وتعالي. مخاطبا الرسول صلي الله عليه وسلم وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون. الدكتور عادل عبد العزيز الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: إن هذا الوجود الذي لا تعارض فيه ولا تدافع لأكبر دليل علي أنه لا إله إلا الله, مصداقا لقوله سبحانه وتعالي في سورة الأنبياء لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون, وكذلك قوله تعالي في سورة المؤمنون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم علي بعض سبحان الله عما يصفون, ولما كان الشرك بالله هو السر الكامن والسبب الرئيسي وراء كل انحراف واعوجاج وهذا قول الله تعالي في صورة الجاثية أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم وختم علي سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوة, كانت قضية التوحيد هي هدف كل الأنبياء والرسل حتي ينعم الناس برضاء الخالق ولا يشركوا به شيئا ولا يتخذوا من دونهآألهة, ففي قصة سيدنا نوح عليه السلام مع قومه نجد قول الله تعالي ولقد أرسلنا نوحا إلي قومه إني لكم نذير مبين أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم, وكذلك في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه نجد قول الله تعالي إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين, كذلك نجد في قصة سيدنا يعقوب كما وردت في القرآن الكريم في قول لله تعالي أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إله واحدا ونحن له مسلمون.