سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
.. والقصور التاريخية أيضا.. ليست للبيع بعد تعليمات الرئيس.. قصور هدي شعراوي في المنيا والأمير يوسف كمال في نجع حمادي والكسان في أسيوط واندراوس في الأقصر.. رموز معمارية في ذمة المحافظين
فيما لازال الارتياح يعم الجميع للتعليمات التي أصدرها الرئيس حسني مبارك قبل أيام بعدم بيع الفنادق والمنتجعات التاريخية والسياحية والحفاظ عليها كأثر تاريخي, يؤكد خبراء الثروة والآثار أن هذه التعليمات تمتد بالضرورة للقصور التاريخية المنتشرة في محافظات مصر خاصة الصعيد. فمن المعروف أن العديد من القصور التاريخية الأثرية الشهيرة التي تنتشر في محافظات المنياوالأقصر وأسيوط وسوهاج وقنا تعاني الإهمال الشديد و تتعرض إلي محاولات متواصلة من التخريب والاعتداء عليها والسعي لتغيير معالمها ثم التخلص منها وهدمها بعد ذلك, ففي المنيا مثلا يوجد قصر عرفان باشا سيف النصر الذي شهد أشهر محاكمة في صعيد مصر وهي محاكمة خط الصعيد والذي يحتله حاليا الباعة وأصبح معرضا للضياع في غيبة هيئة الأثار والمحافظة, كما يوجد قصر هدي شعراوي والذي كشفت جولة كان يقوم بها محافظ المنيا قبل عام عن أن هناك بعض أعمال الهدم والتكسير تتم داخل القصر, وذلك بتخريب واضح ومتعمد لهدم العقار وإخفائه تماما حيث قام المحافظ وقتها بتقديم بلاغ للنائب العام لإيقاف عمليات التخريب الجارية وحمايته. وكان في المنيا حي كامل يطلق عليه حي السرايات, ومن كنوزه بيت السنجق أو قصر محمد بك أباظة, وهو قصر كبير يتكون من مكتبة وقاعة لقراءة القرآن الكريم ومدخل يؤدي إلي ديوان واسع. وهو الآن معرض للاختفاء إذا استمر تجاهله أكثر من ذلك. وهناك أيضا قصر أدون جوهر في دير الباشا ومساحته أكثر من ألف متر, وقد تم بيعه وهو الآن بحوزة المشتري ولكنه مع كل ذلك تحول إلي معرض لبيع السجاد والموكيت. وكذلك قصر فورتينيه, الذي يقع في الجزء الجنوبي للمدينة, وهو ملك للإصلاح الزراعي بملوي وتم تأجيره في البداية كمستشفي حميات, وأخيرا ومنذ نحو سنة نشب حريق في القصر وحرق جميع شجر الحديقة, والمبني والحديقة حاليا مغلقان من وقتها, هذا غير القصور الأخري التي هجرها ورثتها وأخري تصرف أصحابها في بيع أجزاء منها, مثل قصر حياة النفوس, ولكن المصيبة الكبري أن هناك قصورا تحتلها الهيئات والمؤسسات الحكومية منهما مبني الإدارة التعليمية وآخر تحتله هندسة كهرباء ملوي, والاثنان في حالة متهالكة من مكاتب الموظفين وتردد المواطنين خاصة القصر الذي تحتله الكهرباء, فقد قاموا بأعمال دهانات رديئة له من الخارج لا تتناسب إطلاقا مع قيمته التاريخية وتخفي بدورها معالمه التاريخية العريقة. وإذا كان هذا هو حال القصور التاريخية في المنيا, فالحال أيضا لايختلف كثيرا في القصور الموجودة بأسيوط مثل قصر الكسان الذي يطالب الأهالي بتحويله إلي متحف يضم جميع المقتنيات الأثرية والتحف التي اشتهر بها تاريخ المحافظة, و قصر يس اندراوس في مدينة الأقصر, الذي يتعرض لعمليات هدم وتكسير وهو نفس القصر الذي استقبل يوما الزعيم المصري سعد زغلول في رحلته إلي الصعيد بعد عودته من منفاه إبان ثورة.1919 وأما قصر الأمير يوسف كمال في مدينة نجع حمادي والذي سبق أن استفسر عنه الرئيس مبارك في إحدي زياراته السابقة وطالب بعدم بيعه والحفاظ عليه كأثر تاريخي هذا القصر تحول إلي خرابة مهجورة, وقصر بائس مهمل يتعرض لمؤمرات مستمرة, حتي ينهار ويتم الاستيلاء علي الأرض المقام عليها