أكثر من ألف وخمسمائة مواطن ألماني وعربي وأجنبي تظاهروا للتنديد بجريمة القتل البشعة التي تعرض لها الشاب العراقي المصري الأصل كمال قلادة يوم الأحد قبل الماضي علي يد متطرفين ألمان. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف اليمين المتطرف في ولاية ساكسونيا, كما رفعوا صور القتيل ورموزا دينية مسلمة ومسيحية تعبيرا عن وحدة الأديان في مواجهة العنصرية والتطرف. واستجاب عدد كبير من الألمان لنداء مارتين جيلو مفوض شئون الاندماج في المدينة, وشاركوا في جنازة الشاب وحفل التأبين الذي أقيم عصر أمس, وكان جيلو قد طالب الألمان بالمشاركة في جنازة الشاب لإبداء تضامنهم مع أسرته وإدانتهم لأشكال العنف والتطرف. ومن جانبه صرح السفير رمزي عز الدين رمزي بأن السفارة المصرية اتصلت بأسرة الشاب القتيل بعد أن علمت أن والد القتيل مصري الأصل ولكنه يحمل الجنسية العراقية وأنها استجابت لطلب الأم العراقية وتبذل جهدا في البحث عن الأب ومعرفة مكانه من منطلق إنساني برغم عدم وجود أي مستند يشير إلي تمتع الشاب القتيل بالجنسية المصرية, حيث إنه يحمل وثيقة ألمانية مسجل بها أنه من أصل عراقي.. وقد شارك القنصل المصري أحمد عبد العزيز في جنازة كمال قلادة وقام بأداء واجب العزاء في منزل الأسرة بمدينة لايبزج, وقد ندد حزب الخضر بالجريمة ودعا لمظاهرة ضد العنصرية والتطرف اليميني في المدينة يوم الخميس المقبل. كما أنتقد حزب اليسار عدم إعلان الشرطة صراحة أن دوافع إغتيال الشاب يمينية متطرفة رغم توافر المعلومات لديها عن أنتماء المتهمين لمنظمات يمينية محظورة. وكانت الأم قدمت صورة من بطاقة الزوج الشخصية تشير إلي أنه مصري قبطي من مواليد سوهاج عام1950, غير أن السلطات الألمانية تؤكد أن الأم والأب مدونان لديها بأنهما عراقيين, كما أن شهادة ميلاد الشاب القتيل كمال قلادة وهو من مواليد عام1991 مدون بها أنه عراقي من أب وأم عراقيان ويحمل وثيقة ألمانية مدون بها أنه من أصل عراقي, ويرجح أن الاب لم يسجل ابنه كمصري ولم يستخرج له أي شهادة ميلاد مصرية, كما أن الأسرة دخلت ألمانيا باعتبارها من اللاجئين العراقيين الأكراد. وقد ألقت السلطات الألمانية القبض علي الجناة بعدها بساعات وأتضح أنهما من أصحاب السوابق وينتمي أحدهما إلي اليمين المتطرف ولاتزال التحقيقات جارية ولايستبعد الإدعاء العام أن يكون دافع الاغتيال عنصريا بحتا, ووجهت لهما النيابة تهمة القتل لأسباب دنيئة.