من يشاهد أحمد المحمدى لاعب ساندرلاند مع فريقه الإنجليزى يفكر ألف مرة قبل أن يؤكد أنه هو نفسه لاعب منتخب مصر، فلا مجال للمقارنة. فهناك حصل علي لقب رجل المباراة أكثر من مرة,وهنا ظهر مثل زملائه أسوأ ما يكون في مباراتي سيراليون والنيجر.وإذا كان المحمدي هو النموذج الحالي لهذا التناقض باعتباره المحترف الوحيد في المنتخب الوطني الآن لإصابة محمد زيدان مهاجم بروسيا دورتموند الألماني, فإن هناك نماذج كثيرة من خلال محترفين سابقين ونجوم حاليين, مما يجعلها ظاهرة تستوجب البحث: بداية يري أحمد حسن كابتن منتخب مصر والأهلي, أن الفكر في أوروبا مختلف, والجو هناك مميز, مما يجعل اللاعب يؤدي بصورة جيدة, كما أن زملاءه في الفريق يساعدونه علي تقديم أفضل ما لديه, بخلاف الموجود في مصر, حيث البطء الشديد, فعندما يمسك اللاعب الكرة ينتظر كثيرا حتي يجد لاعبا يمرر له الكرة, أما في أوروبا فيجد أكثر من لاعب ينتظر التمرير وفي أماكن جيدة, وهذا هو أهم الفوارق بين الكرتين المصرية والأوروبية. أضاف حسن أن المحترف عندما يعود إلي مصر للانضمام للمنتخب لا يكون لديه التركيز الكافي, ولا يعتبر أن المنتخب والاحتراف مكملان لبعضهما البعض, فلو ظهر بصورة جيدة في مصر ينعكس عليه بالإيجاب هناك, مضيفا أن هناك بعض اللاعبين الذين يعتبرون الانضمام للمنتخب بمثابة إجازة وفرصة جيدة للاطمئنان علي الأهل والأصدقاء والمعارف, بالإضافة إلي السهر والخروج مع الشلة. ويقول عمرو زكي مهاجم منتخب مصر والزمالك, وصاحب تجربة احتراف سابقة في ويجان الإنجليزي: المناخ خارج مصر مختلف ويساعد اللاعب علي التألق, من حيث الملاعب و نوعية اللاعبين, مما يجعل المحترف معذورا, ولذلك ألتمس لأحمد المحمدي كل العذر, فربما تغيير مركزه من الجناح الذي تألق به مع ساندرلاند إلي المدافع الأيمن هو السبب.. أضاف زكي أن المحترف بالخارج لديه تحد شخصي لأن يذكر اسمه مقرونا بالتألق, ويشعر بأنه سفير لمصر بالخارج, فيبذل أقصي ما لديه, وعندما ينضم للمنتخب يصبح مثله مثل غيره, وهدفه تقديم المطلوب منه فقط. وقال عمرو زكي إن هذا المثال لا ينطبق عليه, فعندما كان في ويجان وكان هداف الدوري الإنجليزي, شارك في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس الأمم, وكان هداف المنتخب وقدم أفضل العروض مما جعله يتقدم الترشيحات لنيل لقب أفضل لاعب في إفريقيا. ويري حسني عبدربه لاعب الإسماعيلي والمنتخب الذي خاض تجربة الاحتراف بالدوري الإماراتي أن طموح اللاعب هو الذي يحدد تألقه من عدمه سواء في مصر أو خارجها, مشيرا إلي أن الإمكانات والملاعب والجمهور هناك لها عامل السحر في تألق المحترف, خاصة في الدوريات الأوروبية المثالية في كل شيء, فمن لا يتألق في مثل هذه الأجواء العيب يكون فيه. وأضاف عبدربه أن اللاعب الذي ينضم للمنتخب ولا يتألق مثلما يفعل في الدوريات الخارجية هدفه بناء مجد شخصي سواء فنيا أو ماديا, فهمه الأول أن تتحدث عنه وسائل الإعلام وتقول اللاعب المصري المتألق في أوروبا, وبالتالي يزيد سعره ويزداد رصيده في البنوك, ويخشي علي نفسه عندما ينضم للمنتخب, لأن أي إصابة معناها الحرمان من كل هذه المميزات, فيغتال نفسه فنيا وماديا. ويري حمادة صدقي مدرب منتخب مصر أن المحترف في بداية مشواره مع الاحتراف هدفه إثبات نفسه هناك, مضيفا أن العراقيل التي تضعها الأندية أمام المحترفين تجعلهم لا يخوضون التجربة إلا في سن كبيرة, وعندما يسافرون لأنديتهم يكون هدفهم إثبات ذاتهم فيحدث عدم التركيز, ولكن مع الاستمرار في تجربة الاحتراف تظهر الإمكانات الحقيقية للمحترف لأنه سيكون قد استفاد من التجربة فيفيد بدوره منتخب مصر والدليل زيدان وأحمد حسن.