لست أري سببا واحدا يبرر هذه الجريمة الإعلامية وهي رفع بث القنوات الاقليمية( وعددها نحو ست قنوات!) من علي شبكة النايل سات, ويكفي أن يزور أحدنا إحدي هذه القنوات ليلمس بنفسه حالة الاحباط التي يعيشها كل العاملين فيها.. والمحقق أن هناك برامج يبذل فيها أصحابها جهدا مضاعفا لكن لا يراها أحد! فالقناة السادسة مثلا ومقرها طنطا, لا يراها سكان طنطا وضواحيها, وكذلك الحال بالنسبة للقناة السابعة( في المنيا), والثامنة( في أسوان), والخامسة( في الإسكندرية).. أما القناة الرابعة التي من المفترض أن تبث ارسالها في محافظات القناة( السويس والإسماعيلية وبورسعيد) مع العريش واجزاء من سيناء, فلا يشاهدها أحد..والكارثة أن سكان هذه المناطق لا يشاهدون إلا القنوات الإسرائيلية التي يفاجأ بها أبناء منطقة القناة واضحة( وضوح الشمس) علي قناتهم الفضائية.. بينما لا وجود للإرسال التليفزيوني المصري الذي من المفترض أن تبثه القناة الرابعة. مؤلم كثيرا هذا الوضع, فالعاملون في الاخراج والإعداد والتقديم يشعرون أنهم يعملون داخل جراج لا يدري بهم أحد.. فإذا سألت أحد سكان طنطا أو المنيا أو الأقصروأسوان عن قنواتهم التليفزيونية وأهم البرامج التي يتابعونها فسيدهشك أن الاجابة ستكون سلبية, لأن الارسال مشوش, وزائع, ولا وجود له في أغلب الأحيان. وفي ظني أن قرار انشاء هذه القنوات الاقليمية في زمن صفوت الشريف كان قرارا حكيما واستراتيجيا, خصوصا أن قرار الانشاء ارتبط به مباشرة قرار آخر هو وضع ارسال هذه القنوات علي النايل سات, فكان بمقدور أهل هذه المناطق متابعة كل ما يدور داخل مدنهم وقراهم. الغريب أن الفضائيات الخاصة قد سطت علي فلسفة انشاء هذه القنوات الاقليمية, وخطفت جمهورها لحسابها عبر البرامج التي تهبط إلي الشوارع في الكفور والنجوع فاستأثرت بنسبة كبيرة من المشاهدة. هذه القنوات التي يحتشد فيها جيش من الإعلاميين الاكفاء تحتاج إلي لفتة عاجلة من وزير الإعلام أنس الفقي, ومن أسامة الشيخ المسئول عن تعطيل هذه المنظومة التي أراها قلعة من قلاع مصر القومية والإعلامية, والخطوة الأولي في هذا الطريق هي إعادة بث هذه القنوات عبر شبكة النايل سات.. وإلا فسيكون حالنا أشبه بمن يحرث في البحر!