مهرجان أبوظبي في دورته الرابعة والتي عقدت فاعلياتها في الفترة من14 أكتوبر وحتي ال 23 من الشهر نفسه يبدو أن مهرجان أبوظبي السينمائي يملك الكثير من الطموحات والأحلام. حيث يرغب القائمون عليه في جعله من أكثر المهرجانات العربية ثراءا, قياسا الي باقي المهرجانات الاخري والثراء هنا لا يعني ارتفاع حجم جوائزه المالية فقط والتي وصلت الي مليون دولار موزعة علي أقسامه المختلفة, بل لاجتهادهم في الحصول علي كم من الابداعات السينمائية شديدة التنوع ومحاولة التوازان بين أحدث الانتاجات واعطاء فرص للمواهب الشابة سواء عن طريق المسابقات الرسمية للافلام الطويلة والقصيرة برنامج أفاق جديدة والذي تم استحداثه هذا العام, أو مسابقة أفلام من الامارات والتي أصبحت حافلة بالمواهب التي تتحسس البدايات, أو البرامج الخاصة, وعروض من العالم, وكلاسيكيات مرممة اضافة الي برامج الدعم التي تقدم للعديد من السيناريوهات لصناع السينما سواء من خلال برنامج سند و ذي سيركل والي جانب كل هذا العديد من الحلقات النقاشية والتي تتضمن الكثير من الموضوعات المتعلقة بصناعة السينما في الوطن العربي وأزماتها ومشاكلها والتي شارك فيها هذا العام الدكتورة هالة سرحان رئيس استوديوهات روتانا وعادل أديب العضو المنتدب لشركة جودنيوز,وليالي بدر ال ايه ار تي, ووليد العوضي من الكويت والعديد من الاسماء العربية, وقد فطن سلطان بن طحنون رئيس مجلس ادارة المهرجان ونائبه محمد خلف المزروعي وبيتر سكارليت المدير التنفيذي للمهرجان الي أن السينما العربية تعاني الكثير من المشاكل في التمويل سواء السينما في شمال افريقيا والتي تبحث دوما عن التمويل في الدول الغربية, أو السينما في الشام وفلسطين ولبنان والتي تبحث عن أفاق في الخارج أو السينما المصرية والتي يعاني الكثير من مبدعيها الحقيقيون لسطوة السينما التجارية ولذلك يركز القائمون علي المهرجان علي ضرورة زيادة دعم المشروعات السينمائية الطموحة والجادة والاهم الاحتفاء بكلاسيكيات السينما العالمية والتي تم ترميمها وعرض منها السيرك لشارلي شابلن, ومترو بوليس لفريتز لانج والمومياء وليلة احصاء السنين, لشادي عبدالسلام وهي من الافلام التي كثيرا ماكنا نسمع عنها واذا كان قد أتيح لبعضنا مشاهدتها فيديو أوسي دي الا انه من الافضل بكثير رؤيتها علي شريط سينما35 مللي. أفلام وجوائز رغم كل هذه التظاهرات والاحتفاليات فان المسابقات الرسمية عادة ماتخطف الانظار ويدور السؤال والتكهنات دائما حول الفيلم الفائز والمبدعون الذين استطاعوا اقتناص اللؤلؤة السوداء سواء في مسابقة الافلام الروائية الطويلة او القصيرة حيث تتضمن مسابقة الروائية الطويلة15 فيلما من روسيا واسبانيا والمملكة المتحدة,وكندا وتشيلي والبوسنة وفرنسا وغيرها وتقتصر المشاركة العربية علي3 دول فقط وهم مصر برسائل البحرلداود عبدالسيد, وسوريا بفيلم روداج لنضال الدبس ولبنان شتي يادنيا لبهيج حجيج, ورغم تميز العديد من الافلام المشاركة الا أن الفيلم البوسني سيرك كولومبياللمخرج دانيس تانوفيتش يعد هو الاقرب للفوز ولا اعرف اذا كان ذلك سيتحقق ام لا حيث تمت كتابة هذه السطور قبل اقامة حفل الختام وتوزيع الجوائز والذي عقد أمس وأيضا الفيلم الروسي أرواح صامتة للمخرج اليكسي فيدروتشنكو وهو الفيلم الذي سبق عرضه في مسابقة افاق بمهرجان فينسيا السينمائي بدورته الماضية واذا كان الفيلم الروسي يتناول معاني فلسفية حول الحياة والموت والحب قدمهم المخرج وكاتب السيناريووالمصور في صورة شديدة الشاعرية والرقة والعمق في أن واحد أما سيرك كولومبيا فهو من أكثر الافلام التي تناولت الحرب في البوسنة والهرسك بعمق دون أن نري معركة واحدة بل من خلال قصص لبشر عاشوا عشية الحرب في البوسنة في عام1992 ومن الافلام المتميزة أيضا الفيلم الشيلي حياة السمك والذي صورت أحداثه في مكان واحد, ولا يقل فيلم رسائل البحر بحال من الاحوال فنيا عن الافلام التي تنافسه في المسابقة الرسمية, ولكن في النهاية لايستطيع أحد التنبأ بذوق لجنة التحكيم والتي يترأسها المخرج الارجنتيني لويس بيونزووعضوية المخرج المغربي فوزي بن سعيد والفنانة السورية سلاف فواخرجي, والمخرج كريم عينوز, ومن افغانستان ولد صديق برمك. وفي النهاية تعقد المهرجانات وتنفض ولا يبقي في الذاكرة سوي الابداعات الحقيقية للموهوبين.