فى واقعة تتشابه مع قصة «أهل الكهف» رغم أن عددهم معلوم وليس بينهم كلب، يعيش 32 عاملا من شيلى وواحد من بوليفيا حاليا فى فراغ مظلم . مساحته 50 مترا على بعد 700 متر تحت الأرض منذ 67 يوما بعدما انهار عليهم سقف منجم كانوا يستخرجون منه النحاس فى شيلى بأقصى جنوب القارة الأمريكيةالجنوبية وتوشك هذه المأساة على الانتهاء خلال ساعات إذ سيتم البدء فى انقاذهم. وما حدث لعمال منجم «سان خوسيه» بجوار مدينة «كوبيابو» البعيدة فى شمال شيلى 725 كيلومترا عن العاصمة الشيلية سنتياجو، هو نادر بكل المقاييس تقريبا، فقد ظل العمال بعد الانهيار، وطوال 17 يوما، فى غياب كلى عن العالم ومن دون حس ولا خبر، مما دفع الجميع للاعتقاد بأنهم لقوا حتفهم وإقامة قداس لهم فى إحدى كنائس سنتياجو بمشاركة الجوهرة السمراء لكرة القدم النجم بيليه. ولكن فيما بعد تم اكتشاف أنهم أحياء وتم التواصل معهم خلال 50 يوما مضت من خلال فتحة صغيرة تم حفرها بقطر 10 سنتيمترات، وإسقاط أنبوب فولاذى منها لينزل عبره ماء معلب وغذاء مجهز قدمته لهم وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بعد طلب المساعدة منها لخبرتها فى تعليب الماء والغذاء الخاص برواد الفضاء وهم فى حالة انعزال كلى داخل مركباتهم خارج الأرض. ومن تلك الفتحة الصغيرة أيضا يتم تزويد المحاصرين برسائل تصل إليهم من ذويهم، وبإرشادات ونصائح طبية يرسلها إليهم أطباء معسكرون فى المكان، بل وبأسئلة يطرحها عليهم صحفيون فى بعض الأحيان ممن يستخدمون كاميرا فيديو تم إنزالها إلى المكان لتصوير العمال عند الحاجة إلى تصويرهم، ثم تزويدهم بالأهم إضافة للماء والغذاء، وهو الأوكسجين الذى يتم نفثه بلا توقف عبر الأنبوب المتدلى من الفتحة إلى المكان المحاصرين فيه. وصرح وزير التعدين الشيلى لورانس جلبورن بإنه متفائل بإخراجهم من خلال كبسولة اسمها «فونيكس» (على إسم طائر الفينيق الأسطورى الذى يحترق ثم ينبعث حيا من الرماد) عرضها 66 وطولها 190 سنتيمترا صنعوها خصيصا لتتدلى عبر نفق عمودى تم حفره أوسع منها قليلا وانتهى العمل فيه السبت الماضى بعد 33 يوما من حفر بلا توقف فى الليل والنهار. والكبسولة، المتصلة برافعة لتجعلها تعمل كالمصعد، هى أطول بعشرة وأعرض بأربعة سنتيمترات تكفى أكثر العمال طولا وسمنة، بحيث يتسنى لأى عامل يدخل إليها حين إنزالها إلى قعر المنجم أن يصعد من دون أى إشكال، برغم أن عملية تصعيد عامل واحد ستستغرق من ساعة إلى ساعتين، وإخراج الجميع قد يستغرق يومين. وذُكر أن الرئيس الشيلى سيباستيان بينييرا سيبذل ما فى وسعه ليكون جاهزا للحضور إلى المكان للمشاركة بنفسه فى إنقاذ العمال الذين سيتم منح كل منهم نظارات شمسية قبل رفعه إلى سطح الأرض لوقاية أعينهم من ضوء النهار بعد أن حرموا منه طوال 67 يوما.