كتب محمد شمروخ: بالرغم من أن الساحة الانتخابية في محافظات الصعيد تبدو خالية تمام أمام أكثر من عشرين حزبا سياسيا, فإنه في خضم الصراع المبكر أو حتي المتأخر لم نسمع عن أي مرشح حزبي باستثناء حزب أو حزبين من باب الرماد في العيون وإثبات الوجود علي اللافتات فقط. ولاتزال دوائر الصعيد في معظمها بكرا علي مستوي التجربة الحزبية إذ أهملت الأحزاب الكبيرة والصغيرة شأن الصعايدة لينفرد الحزب الوطني بالمرمي الأنتخابي ومنذ انتخابات1987 لم تزاحم أيا من أحزاب المعارضة الحزب الوطني, في دوائر الصعيد, مكتفية بالصراخ في الصحف والفضائيات حول واقع الصعيد المرير والأهمال الذي يعاني منه. ورغم أن بعض دوائر الصعيد قد شهدت خلال انتخابات عام84 بنظام القائمة, وانتخابات عام1987 الذي جمع بين القائمة والمقاعد الفردية منافسة شرسة بين الوطني والوفد, أو الوطني والعمل, إلا أن نفس المعارضة في المنافسة كان قصيرا فيما جاء بعدها من انتخابات بغض النظر عن النتيجة في الحالتين. وبات واضحا أن وجود الأحزاب كان يرجع لوجود مرشحين أو نواب أقوياء مثل المستشار الراحل ممتاز نصار الوفدي البارز, ويرجع البعض هذه الظاهرة إلي الاعتقاد السائد بين المواطنين أن الحزب الوطني باعتباره الحزب الحاسم فإنه يملك العصا السحرية لتلبية مطالب الناخبين, إلا أن هذه النغمة لم تفلح في أي انتخابات حيث ظل الصعيد علي حاله. ويري مراقبون أن الصراعات الداخلية في الاحزاب أفقدتها قوتها وتسببت في خسارتها ان دوائر بأكملها فيما توالت الانشقاقات بعد ذلك حتي غاب الوجود الحزبي عن مراكز ومدن باكملها. وبافتراض ان الحزب الوطني نجح في استمالة رموز الصعيد المحلية له فإن فشل الأحزاب يبقي قائما بالنظر إلي إنها لم تستطع أن تستميل هؤلاء الذين يتمتعون بالشعبية الكبري, أو تخترق العصبيات التي تؤكد في كل انتخابات انها هي النائبه عن الاحزاب في عملية الانتخاب. ومع أن الاشراف القضائي علي الانتخابات الماضية كان مطلبا للأحزاب لضمان نزاهة عمليات التصويت إلا أن تمثيل أكبر حزب منافس الوفد لم يصل إلي الرقم عشرة. أما باقي الأحزاب فلم يتمكنوا من الوصول إلي رقم20 مرشحا بين مقاعد المجلس البالغ عددها444 فأصبح التمثيل الحزبي هزيلا علي مستوي الجمهورية كلها وليس الصعيد فقط.