أعتذر قبل أن أبدأ عن أفكاري غير المرتبة, وأعتذر عن عدم بلاغتي في اللغة العربية وأعلم أني لست بكاتبة محترفة, ولكن كل ما أعلمه أن ما أكتبه هو ما يجول في صدري وهو لمسة وفاء لأمي الثانية وأم زوجي العزيز. حتي الآن لا أتخيل أني فقدتها.. نعم لقد فقدتها منذ أيام قليلة ولكن صورتها لا تفارق خيالي, أكلمها وأنا أعلم أنها ليست موجودة ولكن يقيني أنها تشعر بي حتي ولو لم تكن معي. هي أم عظيمة, كل من عرفها أحبها.. أحب كل صفاتها الجميلة, الحنان, الطيبة, الحكمة والصبر.. نعم, لقد صبرت كثيرا من أجل أولادها, حتي أصبح زوجي علي مشارف الدكتوراه وأصغرهم في كلية العظماء والشرفاء. لقد صبرت علي مرضها المرض اللعين الذي نهش في جسدها النحيل.. لقد عانت من ذلك المرض لمدة5 سنوات تقريبا دون أن تشتكي أو تقول كلمة آه واحدة, بل صابرة ومحتسبة أجرها عند الله.. هل تصدق يا سيدي أن زملاء وزميلات العمل لم يعرفوا أي شيء عن مرضها أبدا حتي استرد الله وديعته ونحتسبها عند الله شهيدة.. رحمك الله يا أمي الغالية. الحمد لله رب العالمين إني أحب زوجي العزيز ولكني أحببته أكثر لأنه كان السبب في أني تعرفت اليك يا غالية.. يا من علمتيني الكثير من فنون وأسرار الحياة.. يا من هونتي علي ما عانيته من مشكلات في بداية حياتي العملية, يا من نصحتيني وأنا أم لأول مرة.. لن أنسي خوفك علي وأنا في مرحلة ما قبل الولادة, نظرات عينيك الحانية, متابعتك لحالتي.. لهفتك علي حفيدك, وإني متأكدة أن هذه اللهفة لم تكن فقط لأنه ابن ولدك الغالي ولكن لأنه ابني أيضا. يا من حييت لتعلمي الناس معني التفاني, يا من كنت أما لإخوتك الأصغر وحتي الأكبر.. يا من كنت تجمعينهم حولك في مشهد كنت أعشقه.. كم كنت أتمني أن أقبل يديك وأن أعبر لك عن مشاعري الجياشة تجاهك, ولكني جئت متأخرة ولكن عزائي أنك لابد أن تكوني تشعرين بي, ولما لا وأنت دائما ما شعرت بي حتي قبل أن أتكلم ومن نظرة عيني فقط.. أنا آسفة حقا لأن مدة معرفتي بك لم تتعد السنة ونصف السنة ولكنها كانت كافية لأن أتعلم منك الكثير. أعدك يا أمي أن أكون خير الزوجة لابنك وخير المعين له ونعم الأخت لأبنائك.. داعية الله أن يجعل مثواك الجنة ويجمعنا الله علي خير إن شاء الله. أرجو أن تنشر رسالتي لتساعدني أن أفي ولو بجزء صغير من حقها علي, راجية قراءك الأعزاء أن يدعوا لها بالرحمة.