في صمت وهدوء مرت منذ أيام قليلة الذكري السابعة والثمانين لرحيل أبو الموسيقي المصرية العبقري الذي لا يعرف أطفالنا أنه مؤلف وملحن نشيدنا الوطني الرسمي. المعجزة التي لا يعرف شبابنا أن صاحبها أحدث ثورة في عالم الطرب والألحان وهو بلغة أمهاتنا الطيبات عيل لم يتجاوز العشرين من العمر... ابن الموت الذي أحب الحياة فرحل عن عالمنا وسنة31 سنة لا أكثر... الضاحك الذي طالما انتصر علي أيام الفلس وسنوات الشقا بالإبداع... الساخر الذي انتقم من سلطات الاحتلال الإنجليزي بالأزجال اللاذعة.. الصعلوك الذي رفع شعار: الفنون جنون.. خادم الموسيقي الذي أحب هذا اللقب ووقع به مقالاته في الصحف. كرمناه فأطلقنا اسمه علي مسارح وقاعات وشوارع.. أقمنا التماثيل تخليدا لذكراه.. وضعنا صوره علي طوابع بريد... منحناه لقب موسيقار الشعب لكن التكريم الحقيقي لم يحدث بعد: أن تصبح لنا موسيقانا النابعة من هويتنا المصرية, ألا نصبح مسخا بين الشرق والغرب, أن نقاوم القبح وننتصر للجمال... نعم في زمن أبو الليف وتامر حسني كان لابد أن تمر ذكري سيد درويش في صمت.. وتعبر في هدوء...