الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.. جملة شهيرة تستيقظ وتوقظنا من آن لآخر, ساقني الفضول للبحث عن مصدرها, هل هي حديث نبوي أم قول مأثور عن صحابي أو هي حكمة لعالم فاضل, ولم يستغرق البحث وقتا طويلا, فما هي إلا ضغطة علي لوحة مفاتيح الكمبيوتر ليظهر أصل الجملة وفصلها وهي بالمناسبة حديث نبوي ضعيف وأحمد الله أنه ضعيف, ليس ذلك تعاطفا مني مع من تولي مهمة إيقاظ الفتنة, ولكن لكي لا ننشغل كثيرا بمن أيقظها ونترك المشكلة الحقيقية, وهي بقاء هذه الفتنة( أم المشكلات) علي قيد الحياة حية تسعي بيننا, تنمو وتصير أما تنجب كراهية وعداء, وغيرهم من أبناء السوء, تغذيهم بأطباق الحقد وعصائر الغضب, ثم تخلد إلي نومها في انتظار نداء أحد أبنائها المتعطشين للتخريب والإفساد. وتساءلت لماذا صار جل هدفنا هو توفير جو مريح لكي تنعم هذه الفتنة( الأم) بالنوم الهادئ, ولا نبذل جهدا لاستئصالها من حياتنا؟ إن علينا أن نعترف بأن هذه الفتنة موجودة داخل كل منا متغلغلة في نفوسنا يغذيها ويتعاهدها معنا بعض رجال الدين في المسجد والكنيسة الذين يعلمون الصغار والكبار أن احترام الآخر ومحبته والتودد إليه مرهون بعقيدته, يغرسون في العقول أن الإيمان لن يكتمل إلا بالنفور من هذا الذي دق صليبا علي يديه أو ذاك الذي تعلو جبهته زبيبة الصلاة. فيا رجال الدين العقلاء علمونا كيف نقهر هذه الأم الخبيثة التي تخدعنا باسم الدين وتستغل عاطفتنا وتبذر في أحشائنا حقدا وبغضا تجاه بعضنا البعض, أرشدونا كيف نقلتها بداخلنا بدلا من تركها تنتظر نداء يفرق بين وحدة هذا الشعب, ولا تقلقوا, فدعوة القتل هذه المرة مباحة, لان بقاء هذه النوعية من الأمهات يهدد مجتمعا ظل وسيظل بعون الله ينعم بالأمن والاستقرار لعهود طويلة.