يأتي الاحتفال باليوم الدولي للديمقراطية هذا العام قبل أياما معدودة من انعقاد مؤتمر القمة المعني بالأهداف الإنمائية للألفية بمقر الأممالمتحدة في نيويورك. وباجتماع قادة العالم للدفع نحو إسراع وتيرة التقدم المحرز قبل حلول الموعد النهائي في عام2015, تسنح لنا فرصة مهمة للتأكيد علي الدور المحوري الذي تضطلع به الديمقراطية في الحد من الفقر وتعزيز الرفاه الإنساني. وقبل خمسة أعوام, اتفق قادة العالم, في القمة العالمية, علي أن الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان أمور مترابطة يعزز بعضها بعضا. وفي اعلان الألفية لعام2000, عقدت جميع حكومات العالم العزم علي أنها لن تدخر جهدا في تعزيز الديمقراطية وتدعيم سيادة القانون, فضلا عن احترام جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها دوليا, بما في ذلك الحق في التنمية. وتكتسي الشفافية والمساءلة والحوكمة المستجيبة أهمية جوهرية بالنسبة لنا إن أردنا لعملنا الإنمائي أن يتكلل بالنجاح. وقوة الرقابة, وحيوية المجتمع المدني, والتبادل الحر للمعلومات والأفكار, والمشاركة الشعبية وكلها خصائص مميزة للديمقراطية, تعد أيضا عناصر حاسمة في حفز النمو الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية. والنهوض بالديمقراطية ليس مسارا خطيا ولا عملية غير قابلة للانتكاس. ففي الآونة الأخيرة, شاهدنا, في أنحاء عديدة من العالم, تهديدات خطيرة لمكاسب الحكم الديمقراطي التي تحققت بشق الأنفس. وفي بعض المجتمعات, واجه أنصار الديمقراطية ونشطاء المجتمع المدني تدابير صدامية جديدة. وفي مجتمعات أخري, أطيح بالنظام الدستوري أو تم خلعه أو الانقلاب عليه باللجوء إلي العنف أحيانا. إن علينا جميعا أن نقلق من هذه الانتكاسات, مخافة أن تصبح اتجاها سائدا. فأي انتكاس للنهوض الديمقراطي هو انتكاس للتنمية. وستستقيم التنمية أكثر ما تستقيم إن كان للناس رأي حقيقي في شئون حكمهم وفرصة لتقاسم ثمرات التقدم. ويفرض هذا مسئولية علي المجتمع الدولي., يتطلع الناس في شتي أنحاء العالم إلي الأمممالمتحدة من أجل المساعدة علي صون الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والارتقاء بها, انهم يتطلعون إلي وفائنا بالالتزامات التي تعهدنا بها علي مدي العقد الماضي. وبمناسبة هذا اليوم الدولي الثالث للديمقراطية, أطلب إلي المواطنين وحكوماتهم أينما كانوا في العالم أن يخلدوا هذا اليوم بأنشطة تبرز دعمهم للديمقراطية. ولنعترف بأن الحكم الديمقراطي تطلع مشترك ينشده الناس في جميع أرجاء العالم. والديمقراطية هدف في حد ذاتها ووسيلة لا غني عنها لتحقيق التنمية للبشرية جمعاء. فلنسمع تلك الرسالة في مؤتمر قمة الأهداف الإنمائية للألفية وفي شتي أصقاع العالم. الأمين العام للأمم المتحدة * إختيار منتصف سبتمبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للديمقراطية يرتبط بتبني إتحاد البرلمان الدولي للاعلان العالمي للديمقراطية في سبتمبر1997 والذي صدر من القاهرة. ويأتي الاحتفال بهذا اليوم استجابة لاقتراح تقدم به الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب خلال رئاسته الدورة ال161 للاتحاد خلال عام1997.