اشتهر دونالد رامسفيلد بأنه كان الرجل الثاني في قيادات الجناح اليميني المحافظ في الإدارة الأمريكية بعد ديك تشيني نائب الرئيس. وهو بذلك يتحمل مثله تماما مسئولية شن حربين متتاليتين في العراق وأفغانستان بعد هجمات سبتمبر2001, فضلا عن مسئوليته عن الانتهاكات الحقوقية الصارخة بحكم مسئوليته عن قيادة وزارة الدفاع البنتاجون عن إدارة معتقل جوانتانامو والمحاكمات السرية للمشتبه في تورطهم في الإرهاب, إضافة إلي مسئوليته عن انتهاكات سجن أبو غريب في العراق. وكان رامسفيلد وزيرا للدفاع منذ2001 عام الهجمات وحتي2006 عندما قدم استقالته بسبب الفشل في حرب العراق ليحل محله الوزير الحالي روبرت جيتس وكان رامسفيلد ذو الأصول الألمانية هو الأكبر عمرا الذي يتولي هذا المنصب, ولكنه كان أيضا الأصغر سنا عندما تولي منصب وزير الدفاع في السابق في عصر الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد, ولعل هذا هو ما يفسر أسلوب تعامل رامسفيلد الانتقامي العنيف مع المسئولين عن هجمات سبتمبر, وهو الأسلوب الذي يتشابه كثيرا من أسلوب قادة الحلفاء العسكريين إبان الحرب العالمية الثانية, أضف إلي ذلك اقتناعه التام بفكرة الإمبراطورية الأمريكية التوسعية. وباختصار, فإذا كان هناك من قادة اليمين المحافظ من يخططون لهذه الأفكار المتشددة, وعلي رأسهم تشيني, فقد كان لزاما أن يكون هناك من ينفذ, وقد كان هذا الرجل هو رامسفيلد بكل ما امتلكه من مؤهلات وخبرات ورؤي شخصية متفقة, فقد أتقن رامسفيلد القيام بدور خادم الملك أو القائد العسكري المحنك الذي يجيد تنفيذ ما يقوله رؤساؤه, وبما يتفق مع رؤيته الشخصية لكيفية الحصول علي نتائج عسكرية بغض النظر عن الوسيلة التي سيتم اتباعها للقيام بذلك, فتغاضي بذلك عن جميع الأعراف والقوانين والأخلاقيات, وكانت النتيجة أنه استحق لعنات الأمريكيين أنفسهم, ويبقي اسمه مخلدا في تاريخ الانتهاكات الحقوقية بفضل فضيحة سجن أبو غريب التي هزت العالم والرأي العام الأمريكي وشوهت صورة الحرب ضد الإرهاب, وبفضل الشاهد الرئيسي علي انتهاكات رامسفيلد الأخلاقية الذي ما زال موجودا حتي يومنا هذا بكل إشكالياته القانونية والأخلاقية, وهو معتقل جوانتانامو وما ارتبط به من فضائح عن السجون السرية ونقل المعتقلين إلي دول أخري لمحاكمتهم وتعذيبهم, وما غير ذلك ويعمل رامسفيلد حاليا في معهد هوفر, وهو مركز أبحاث في جامعة ستامفورد الأمريكية يتبع المحافظين