كتب : مصطفي المليجي: تواجه الجامعات الخاصة أزمة حادة في أعداد المتقدمين للقبول بالكليات, بسبب الانخفاض الشديد في أعداد الناجحين الذين تم قبول معظمهم بالكليات الحكومية. د. حسن شحاتة الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس وعضو المجالس القومية المتخصصة, يري أن سنة الفراغ نشأت في إطار تطوير التعليم وذلك عن طريق حذف الصف السادس الإبتدائي من المرحلة الإبتدائية في عهد الدكتور فتحي سرور نتيجة لانخفاض الموارد المالية, ثم أعيدت الي النظام التعليمي مرة أخري في وزارة د.حسين كامل بهاء الدين نتيجة لسببين الأول: هو العوائد البترولية المرتفعة التي حظي بها الاقتصاد المصري ثم إنخفاض العوائد التربوية نتيجة لانخفاض عدد سنوات الدراسة. هذا الوضع أدي إلي مشكلتين الأولي: هي الدفعة المزدوجة, حيث تم نقل الطلبة الناجحين في الصفين الخامس والسادس معا إلي الصف الاول الاعدادي, وحين وصلوا إلي الثانوية العامة حدث اختناق في التعليم, حيث ارتفع عدد الناجحين بشكل غير مسبوق وظلت الأماكن كما هي, مما ساعد الجامعات والمعاهد الخاصة لان تكون مأهولة بالطلاب. والمشكلة الثانية هي: اعادة اضافة الصف السادس الإبتدائي الي المرحلة الابتدائية, فأصبح التلميذ الناجح في الصف الخامس ينقل الي الصف السادس وبقي الصف الاول الاعدادي فارغا, بالاضافة الي الطلاب الذين لديهم حالات خاصة والراسبين, فبعض الآباء أراد ان يستفيد من هذا الوضع فرسب أبناءه, وذلك بعدم إدخالهم الامتحانات ليصبحوا ضمن هذه الفئة القليلة من الطلاب, وفي العام الماضي تقدم هؤلاء الطلاب الي الامتحان, وكانت نتيجتهم أقل من50% ثم التحقوا بالصف الثالث الثانوي وتكرر انخفاض النتيجة, وأصبح أمام الجامعة الحكومية35 ألف طالب ناجح في الثانوية العامة, والجامعة تقبل في حدود300 الف طالب, لكن المجلس الأعلي للجامعات أراد ان يرتفع بمستوي الطلبة الملتحقين بالجامعة الحكومية, فحدد نسبة دخول الكليات الجامعية بمتوسط5 سنوات سابقة وهذا الوضع أدي الي مايأتي.. انخفاض نسبة القبول في جميع الكليات الحكومية., وعدم وجود طلبة يلتحقون بالجامعات غير الحكومية. ولعلاج هذا الوضع ودعم الجامعات غير الحكومية بالطلاب يضيف د. حسن.. يمكن قبول طلاب السنوات السابقة في اي كلية يرغبون في الالتحاق بها سواء كانوا في الجامعات الحكومية أو غيرها, مافتح الطريق أما طلاب الدبلومات الفنية لدخول الكليات العلمية والأقسام العلمية. .. عدم قبول طلاب في الجامعات الحكومية بالكليات التي بها وفرة من الخريجين مثل طلبة كليات التجارة والحقوق والآداب. وأيضا يمكن فتح الباب أمام دخول الطلبة في الجامعات الخاصة من خريجي الكليات النظرية او العلمية دون التقيد بالمجموع او التخصص. فلابد ان ترتفع بالقبول في الجامعات من نسبة28% للشباب في التعليم الجامعي إلي40% علي الأقل تفعيلا للبرنامج الانتخابي للرئيس مبارك. فقد آن الأوان ان نرفع شعار التعليم الجامعي للجميع القادر ماديا والقادر علميا.., وذلك بعدم تحديد حد أدني للدخول في الجامعات غير الحكومية, من اجل توسيع شرايينها لضخ دماء جديد بها. د. شبل بدران استاذ أصول التربية وعميد كلية تربية جامعة الاسكندرية يؤكد ان سنة الفراغ وجدت نتيجة للتخبط في سياسات التعليم قبل الجامعي, بما ان عدد الطلاب المتقدمين للالتحاق بالجامعات الحكومية والخاصة سيكون قليلا للغاية, حيث لم يتجاوز العدد40 ألف طالب وطالبة, وأن الغالبية العظمي منهم ستذهب للجامعات الحكومية وعلي ذلك فإن الجامعات الخاصة ستضار ضررا كبيرا نتيجة لقلة عدد الطلاب او انعدامهم بتلك الجامعات هذا العام. وعلي الجامعات الخاصة ان تبادر بمواجهة هذا التحدي بتقديم منح دراسية لاجتذاب أكبر عدد من الطلاب لها, كما عليها بذل الجهد في تسويق برامج للطلاب العرب. ويؤكد د. شريف عمر ان الجامعات الخاصة كانت تري هذا الخلل الذي سوف يحدث منذ سنوات وبالتالي فقد اجتهدت في اجتذاب أكبر عدد من الطلبة خاصة من الدول العربية. ويضيف ان مايحدث ظروف استثنائية لن تتكرر مرة أخري, لانه بعد ذلك سوف هناك يكون نوع من السوية المستمرة بالنسبة لاعداد الطلبة, والحل في ان يكون في كل محافظة جامعة او اكثر حسب كثافة السكان فيها, وإتاحة الاماكن والفرص المتساوية للجميع مما يعطي نوعا من الانخراط في التعليم الجامعي, وبالتالي تزيد نسبة الفئة العمريةمن23:18 بالالتحاق بالجامعات المختلفة لتصل الي40% مثل باقي دول العالم, كما نحتاج مزيدا من الجامعات التي لاتسعي إلي الربح.