كشفت وزارة الدفاع الباكستانية امس عن تلقيها اعتذارا من وزارة الدفاع الأمريكية عن سوء المعاملة التي تلقاها وفد عسكري باكستاني عند وصوله لمطار أمريكي. وذلك كان الاسبوع الماضي وأوضح البيان الصادر عن الوزارة أن وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية ميشيل فلورني قدمت اعتذارا عبر الهاتف لسيد آثار علي أحد كبار المسئولين في وزارة الدفاع الباكستانية عن المعاملة السيئة التي تلقاها الوفد العسكري الباكستاني في مطار دالاس. وأشار البيان إلي أن فلورني شددت علي أن كافة الإجراءات الضرورية سيتم اتخاذها بالتنسيق مع الجانبين لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلا. ومن ناحية أخري, ذكرت قناة دون نيوز التليفزيونية الأمريكية في تقرير لها أن الولاياتالمتحدة اتصلت بباكستان لتحديد موعد جديد للاجتماع الذي ألغي بعد عودة الوفد الباكستاني إلي بلاده. وكانت باكستان قد أمرت وفدها العسكري بالعودة للبلاد إحتجاجا علي إجراءات التفتيش المبالغ فيها والتي خضع لها أعضاء الوفد الذين كانوا في طريقهم لحضور إجتماع بمقر القيادة المركزية للجيش الأمريكي, حيث تم إنزال أعضاء الوفد التسعة من الطائرة واستجوابهم لمدة ساعتين, وهو ما أدي إلي عدم قدرتهم اللحاق بطائرتهم مرة أخري. وفي الوقت نفسه, لقي5 أشخاص مصرعهم وأصيب نحو20 آخرين في انفجار استهدف مظاهرة نظمتها الأقلية الشيعية تأييدا للشعب الفلسطيني, وذلك في منطقة كويتا جنوب غرب باكستان, دون أن تتضح الجهة المسئولة عن الهجوم. وعلي صعيد متصل, أعلنت حركة طالبان الباكستانية مسئوليتها عن ثلاثة تفجيرات وقعت في موكب للشيعة بمدينة لاهور أودت بحياة33 شخصا, وذلك في أول هجمات للمتشددين في باكستان منذ ضربتها فيضانات خلال الشهر الماضي. ومن جانبه, أشار القيادي في حركة طالبان قاري حسين محسود إلي أن التفجيرات جاءت انتقاما من أعمال قتل تعرض لها أبرياء من السنة, بحسب تعبيره. وكانت باكستان قد أعلنت عن مكافأة تبلغ قيمتها50 مليون روبية-590 ألف دولار- لمن يدلي بمعلومات بشأن حكيم الله أو ولي الرحمن أو قاري حسين. وفي غضون ذلك, لقي ضابط باكستاني مصرعه وأصيب3 آخرون في إنفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية بشمال غرب باكستان. وفي أفغانستان المجاورة, كشف قائد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان الجنرال ديفيد بيترايوس أنه طلب من ضباطه وضع خطط لتخفيض وجود القوات الأمريكية في المناطق المستقرة نسبيا في أفغانستان بينما يستعد لتقديم تقرير إلي زعماء حلف الأطلنطي الناتو في قمتهم في لشبونة بعد شهرين. وأشار بيترايوس إلي أنه في بداية العملية لا يتوقع سحب عدد كبير من القوات وإعادتهم إلي الولاياتالمتحدة أو وضع مناطق كبيرة تحت سيطرة قوات الأمن الأفغانية. وشدد بيترايوس إلي أن جهود الحكومة لإعادة دمج مسلحي طالبان في المجتمع تحرز تقدما بانضمام أكثر من10 آلاف إلي برنامج الدمج, مؤكدا أن هذا العدد يعتبر ضئيلا حتي الآن, لكنه قال إن العملية الأكثر صعوبة والمتعلقة بالمصالحة مع قادة طالبان تظهر بوادر تقدم. وأضاف أن احتمال المصالحة مع كبار زعماء طالبان قائم, إلا أنه أعرب عن التمسك في الوقت نفسه بالخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في هذا الأمر وهي واضحة للغاية وتشمل الاعتراف بالدستور وسلطة الحكومة والتعهد بالتخلي عن أعمال العنف. ومن جانبه, تعهد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بالتحقيق في التقارير التي تشير إلي مقتل عشرة مدنيين في غارة جوية شنتها قوات حلف الناتو في شمال أفغانستان, مشيرا إلي أن الهجوم كان يستهدف زعيما أوزبكيا إسلاميا. وكان روبرت جيتس قد وصل الي كابول امس الأول في زيارة مفاجئة تأتي بعد زيارته العراق حيث شارك في احتفالات انهاء المهمة القتالية للقوات الامريكية في بغداد. من جانبه, أدان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل عشرة من فريق حملة الدعاية لأحد المرشحين للانتخابات البرلمانية المقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري, وذلك في هجوم استهدف سياراتهم بإقليم تاخار في شمال البلاد.